نشرت في: آخر تحديث:
تشرح نايلة الصليبي في “النشرة الرقمية” كيف يمكن صدّ تتبع بصماتنا الرقمية fingerprinting عند التجول على الويب، ذلك في إطار The European Cybersecurity Month شهر الأمان الرقمي الأوروبي الذي يقع كل عام في شهر أكتوبر.
كيف يمكن صد تتبع بصماتنا الرقمية fingerprinting عند التجول على الويب ؟
لا يحبذ مستخدمو شبكة الإنترنت أدوات التتبع التي ترصد تحركاتهم على الويب، من خلال ملفات تعريف الارتباط، التي تتعقب تنقل المستخدم بين مواقع متعددة، كثير من برامج تصفح الويب تعمل اليوم على وقف تقنية التتبع هذه حتى شركة غوغل هي على وشك إنهاء دعم هذه التقنية على برنامج التصفح كروم علما أن دخل غوغل إلى حد بعيد هو من الإعلانات عبر الإنترنت، و تعمل على استبدال ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث بتقنية أكثر احترامًا للخصوصية ولا تتضمن التتبع الفردي لمستخدم الإنترنت.
تقنية ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث ليست هي الطريقة الوحيدة لتتبع مستخدم الإنترنت، هنالك تقنية أسوأ منها وهي تقنية تتبع البصمات الرقمية fingerprinting التي لا تزرع البرمجيات في برنامج تصفح المستخدم بل تتيح تتبعه باستخدام البصمات الرقمية fingerprinting.
ما هي تقنية fingerprinting هذه وكيف يمكن معرفة ما هي البصمات الرقمية؟
نعرف اليوم أن كل جهاز كمبيوتر وكل البرامج المعلوماتية وبرامج تصفح الويب لهم بصمة رقمية فريدة للتعريف بالبرنامج للقيام مثلا بالتحديثات وغيرها من الأمور التي تتعلق بالبرامج المدفوعة وهذه الخصائص يمكن تسميتها بالبصمة الرقمية أو fingerprinting
على سبيل المثال، عندما يتصل عميل بخادم ما، كبرنامج تصفح الإنترنت الذي يمتلك بصمة رقمية فريدة من نوعها و يمكن أن تحتوي على معلومات فريدة، يحصل الخادم الذي اتصل به برنامج التصفح أي العميل، على مجموعة البيانات حول خصائص هذا العميل. وتتكون البصمة fingerprinting من هذه المجموعة من الخصائص التي تشبه بصمات الأصابع للتعرف على مستخدم الإنترنت. وهنا ليال تكمن الصعوبة في صدّ هذا النوع من التتبع إذ من السهل حظر ملفات تعريف الارتباط، لكن مكافحة fingerprinting أمر أكثر تعقيدًا.
لذا لمن يهتمون بخصوصيتهم و يرغبون بمعرفة كيفية الحد من هذا النوع من التتبع يتوفر اختبار توفره منظمة Electronic Frontier Foundation وهي منظمة غير حكومية تدافع عن حق مستخدمي الإنترنت في الخصوصية، يمكن إجراء هذا الاختبار عبر الإنترنت بواسطة صفحة coveryourtracks.eff.org والضغط على الزر “اختبار متصفحك”.لإجراء الاختبارات في ظروف أقرب إلى الواقع، النقر على علامة المربع “اختبار مع شركة تتبع حقيقية”. ما يتيح إجراء الاختبار من خلال شركة متخصصة في التتبع.
بعد انتهاء الاختبار يظهر جدول للنتائج يعلم المستخدم بهفوات الخصوصية في برنامج تصفح الإنترنت.وهنا تنبه منظمة Electronic Frontier Foundation أنه من الصعب للغاية صدّ تقنية البصمات الرقمية fingerprinting.
بالرغم من صعوبة صدّ تقنية البصمات الرقمية كيف يمكن الحد من خطر هذا التتبع على خصوصية المستخدمين؟
من أبرز ما توصي بهElectronic Frontier Foundationاستخدام برامج تصفح آمنة معروفة بدعمها للخصوصية كــ “موزيلا فايرفوكس” و Brave و Vivaldi و أيضا Opera. يبقى انه يمكن تمييز برامج التصفح هذه في نظام التشغيل ويندوز من خلال المكونات الإضافية كالإضافات و extension التي يثبتها المستخدم في برنامج التصفح.
من الاقتراحات الأخرى الجذرية إلغاء تنشيط JavaScript. في برنامج تصفح الويب لتعطيل إمكانية اكتشاف المعلومات عن المكونات الإضافية أو الخط المستخدم. لكن تعطيل JavaScript سيجعل العديد من مواقع الويب غير قابلة للاستخدام.وأيضا يمكن أيضا استخدام ميزة التصفح الخاص Private Browsing
هنالك حل أخر تقترحه Electronic Frontier Foundation استخدام إضافة TorButton لبرنامج التصفح فايرفوكس الذي يوفر للمستخدمين الراغبين في التجول على الويب القدرة على إخفاء الهُوِيَّة وحماية محتوى برنامج التصفح من خلال استخدام نفق تور. تعدل إضافة TorButton خصائص برنامج التصفح بحيث لا يمكن استخدامها لتتبع المستخدمين، لكن استخدام نفق Tor يؤدي إلى إبطاء بالشبكة.
أخيرا شخصيا أنصح باستخدام إضافة privacy Badger التي تقترحها. Electronic Frontier Foundation لوقف تطفل مواقع الويب.
أنوه هنا بأن هذا الاختبار ليس سوى وسيلة لزيادة الوعي حول تقنية البصمات الرقمية fingerprinting وفهم أهمية حماية الخصوصية، و أنه في الواقع لا يوجد دفاع حقيقي لمواجهة هذه التقنية دون التأثير على وظائف برنامج تصفح الويب عند استخدام نفق تور مثلا.
يمكن الاستماع لـ “بودكاست النشرة الرقمية” على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل.
للتواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامَج“النشرة الرقمية”من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@ وعلى ماستودون وعبرموقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي