صباح الخير، إليكم أبرز مستجدات الأربعاء 12 تشرين الأول 2022
لم يكن ادل على الطابع الاستثنائي الذي طبع حدث التوصل أخيرا الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من اجماع المسؤولين اللبنانيين والاسرائيليين على وصف الاتفاق بـ”التاريخي” وتأكيد كل منهم ان بلده نال مطالبه الكاملة بما يوحي بانها تسوية خرج منها الجميع منتصرين! هو اتفاق لا يرقى طبعا الى معاهدة سلام او ما يوازي اتفاق 17 أيار او اتفاق الهدنة، ولكنه محطة تاريخية بمعايير الصراع بين لبنان وإسرائيل لجهة النزاع الحدودي بحرا وبرا من جهة، وحيال المسألة البالغة التوهج والاهمية الاستراتيجية إقليميا ودوليا والمتصلة بالتنقيب عن الغاز والنفط واستخراجهما.
“أفضل الطرق لأن تفي بوعدك، هي ألّا تعطيه”بونابرتيحين الموعد الدستوري لنهاية عهد الرئيس ميشال عون، من دون ان يرافقه تأكيد للموعد الحقيقي. فالتصريحات التي ادلى بها الجنرال ورجاله في الشهور الأخيرة حول الأمر، تؤكده اليوم وتنفيه غداً. وأما الميثاق، فقد عبّر عن الموقف منه، الرئيس الرديف عندما قال انه “نتن”. لذلك لا نعرف ما إذا كانت هذه الكلمة في وداع الرئيس، او في بداية اعتصامه مرة أخرى. الذي يعرفه اللبنانيون بالتأكيد، أن الرجل الذي اعلن ان أحبَّ الألقاب اليه هو “الجنرال” ضرب الرقم القياسي في حمل الألقاب والحقائب في التاريخ.
في مقالات اليوم
كتّاب “النهار”
دبَّ الهمّ أخيراً في “ركاب” من ينتظرون وبفارغ صبر إحياء الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الإتفاق النووي الذي أخرج الرئيس الأميركي السابق ترامب بلاده منه عام 2018، والذي تفاوضت الدولتان وإن على نحو غير مباشر من أجل العودة إليه نظراً الى المكاسب التي تجنيان منه. الدافع الأول لعودة الهمّ كان الحرب التي شنّتها روسيا على أوكرانيا في شهر شباط الماضي وتطوّراتها السياسية والإقتصادية والعسكرية الصعبة والخوف من إنجرار الغربيْن الأوروبي والأميركي إليها مع حلف شمال الأطلسي الذي يضمهما ولا سيما بعد إخفاق روسيا في تحقيق نجاح سريع فيها وبدء أوكرانيا تسجيل نقاط عسكرية مهمة وإقدام رئيس الأولى على التلويح جدّياً باستعمال سلاحه النووي التكتي على الأرجح تلافياً لهزيمة أو شبه هزيمة تزعزع الوضع الداخلي الروسي.
تمنع الاعتبارات السياسية لا سيما المتصلة بالعمل الحثيث للرئيس ميشال عون بالسعي الى قطف انجاز ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل شخصيا من اجل توظيفه تغطية لسنوات الانهيار الكارثي وجنبا الى جنب مع الشغور الرئاسي المتوقع وتمكنه من تجيير الحكومة العتيدة له من اجل الاستمرار على نحو غير مباشر في السلطة او اعادة تعويم صهره ، كثيرا من السياسيين والمراقبين من رؤية البعد المهم جدا لاتفاق على ترسيم الحدود مع اسرائيل والذي لا يقتصر على البعد الاقتصادي بل يتعداه الى البعد الاقليمي الجيوسياسي ايضا.
لا ندري كم لا يزال اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل يحتمل وصف “التاريخي” الذي اغدقه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على مسودة الاتفاق الأخيرة زافاً بشرى الخاتمة السعيدة “المفترضة” لأكثر من عقد من مكوكيات الوساطة الأميركية، ثم كرر الوصف القادة الإسرائيليون انفسهم. لا نشكك بأهمية الحدث الترسيمي بقدر ما نشكك بما اذا كان سيسمح لتطور إيجابي بهذا الحجم والبُعد الاستثنائي بأن يفيد منه لبنان، خصوصا ان آخر نسخ هذا الاتفاق تعكس جراحة معقدة أجريت له لتجعله يحفظ ماء وجه لبنان الرسمي، وبالأحرى “حزب الله”، لإسقاط أي “شبهة” تطبيعية مع إسرائيل، كما يحفظ ورقة التوت لحكومة يائير لابيد وتحجب عنه “شبهة” الاستسلام لحسن نصرالله كما اتهمه بها بنيامين نتنياهو.
لم تكد الأجواء الإيجابية المرافقة لملف الترسيم ترخي بظلالها على المشهد الداخلي، بدفع واضح من فريق العهد الساعي وراء انجاز يختم به أعوامه الستة العجاف، حتى تعثرت تلك الأجواء، بسبب فرملة إسرائيلية، على خلفية اعتراض على التعديلات التي اقترحها الرد اللبناني، لكنها ما لبثت ان عادت مع تسلم لبنان ليل اول من أمس الصيغة النهائية كما عدّلها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وسلمها الى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي سلمها بدوره الى الرؤساء لتكون بذلك آخر حلقات التفاوض قبل محطة التوقيع.
من المنتظر ان يصل الى دمشق خلال الساعات الـ 48 المقبلة وفد من قيادة حركة “حماس” بعد نحو 10 اعوام على مغادرة احد ابرز قياديي الحركة (آنذاك) خالد مشعل (ابو الوليد) هذه العاصمة شبه مبعد بعدما رفض كل ضغوط النظام السوري عليه لإشهار انحيازه الى جانب النظام وذمّه المعارضة السورية المنتفضة حينذاك وهي ترفع شعار اسقاط هذا النظام تماما. واذا ما تحقق وصول الوفد القيادي الحمساوي آتيا من مؤتمر الحوار الفلسطيني الموسع الذي ترعاه الجزائر وهو احتمال مؤكد وراجح، فانه يحق إذذاك لـ”حزب الله” “التباهي” بانجاز جديد يضيفه الى رصيده في قيادة المحور، يتقدم من خلاله خطوة اساسية في “تمتين جدران محور الممانعة” ورأب واحد من اكثر تصدّعاته خلال العقد الاخير.
لا يمكن الحديث اليوم عن حركة نقابية تعليمية فاعلة في القطاعين الخاص والرسمي، فليس من باب المصادفة أن تتحول هذه الحركة إلى الهامش، كغيرها من النقابات والاتحادات العمالية، وإن كانت في قطاع التعليم بقيت حتى الأمس القريب مؤثرة قادرة على الاستقطاب وفي إمكانها الضغط لتحقيق سلة مطالب باستقلالية نسبية عن الأحزاب والقوى الطائفية الممثلة بالسلطة. في حالة الانهيار وتناسل الازمات اليوم، لم تعد النقابات التعليمية، في الخاص كنقابة وفي الرسمي كرابطات، حركة مُنظمة بعدما نخرتها الانقسامات والتدخلات السياسية بهدف ترويضها السيطرة عليها.
في قسم السياسة
يسجل الحراك السعودي في لبنان قفزة نوعية بعد الفتور الذي اعترى العلاقة اللبنانية ـ السعودية وكل ما واكبها آنذاك من خلافات وتباينات كادت أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، لولا تدارك ذلك من خلال المساعي الدولية والعربية التي بُذلت في حينه، وساهمت في عودة الأمور إلى نصابها. أما السؤال المطروح اليوم فهو: ماذا عن حركة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، والتي بلغت ذروتها قبيل الإنتخابات النيابية الأخيرة ما أدّى إلى كسر المقاطعة السنّية بعد جولات مكوكية شملت معظم المحافظات اللبنانية، والآن، ومع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية، فإن البخاري يتحرّك في الداخل اللبناني، وفرنسياً، إذ ثمة معلومات بأنه زار باريس في سياق متابعة الرياض تنسيقها مع المسؤولين الفرنسيين في شأن الوضع اللبناني، ما أدّى إلى صدور بيان مشترك لتتوسّع مروحة هذه الإتصالات من خلال البيان الثلاثي السعودي ـ الأميركي ـ الفرنسي.
مكانك راوح في الجولة الأولى من اجتماع مجلس القضاء الأعلى لجهة مطلب تعيين القاضي الرديف في ملف انفجار المرفأ. وهو عُقد في غياب رئيسه القاضي سهيل عبود وحضور أحد أركان القضاء الثلاثة الحكميين نائب رئيس المجلس النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، والأعضاء القضاة داني شبلي وميراي حداد والياس ريشا وحبيب مزهر وعفيف الحكيم. وبحث المجتمعون في شؤون قضائية إضافة الى ما طلبه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي هنري خوري من تسمية قاض لرئاسة إحدى غرف محكمة التمييز لاستكمال مشروع التشكيلات القضائية الجزئية بتقاعد القاضية جمال خوري التي كانت سُميت رئيسة لهذه الغرفة. وكذلك تعيين القاضية سمرندا نصار رديفة في ملف انفجار المرفأ.
تتهيّأ الكتل النيابية لحضور جلسة الخميس الرئاسية مع علمها المسبق بأنها ستكون أشبه باستعادة مشابهة للجلسة الأولى، حتى وإن كانت ستشهد بعض المتغيرات الطفيفة غير المؤثّرة فعليّاً. ويعي النواب أنهم سيشاركون في “بروفا مستنسخة” لن تحمل جديداً منتظراً، سوى أنها ستلوّح بشبح الفراغ على مشارف انقضاء المهلة الدستورية. ويُعتَبر هذا الاستنتاج قائماً من جهة تكتلات متعدّدة لم ينقشع أمامها بصيص رئاسيّ قريب. ويعكس صدى الفراغ نوعاً من الحيرة لدى عدد من النواب الذين يخشون تكرار أسلوب انعقاد جلسات من دون أثر، وهذا ما يبدو واضحاً بالنسبة إلى تكتل قوى التغيير الذي يسعى إلى التعامل بجديّة مع الاستحقاق رغم معرفته بغياب الأفق الرئاسي حالياً.
في قسم الاقتصاد
لم يكن السجال بين وزارتَي المال والاقتصاد بشأن “الضريبة على القيمة المضافة التي يفرضها اصحاب المولدات على المشتركين” سوى انعكاس لحال الدولة المترهلة. والوضع ليس افضل حالا بين وزارتَي الشؤون الاجتماعية والمهجرين. فهل ما جرى سببه عدم اطّلاع على اصول العمل الوزاري أم تنافس؟
في قسم الصحة
يواصل الطبّ سباقه مع السرطان، وينكبّ على الأبحاث والتجارب السريريّة التي توصّلت إلى نتائج واعدة وفعّالة، لكننا نغرق في لبنان بأزماتنا، وفي مقدّمها أزمة الدواء والاقتصاد. فبعد أن كان الطبّ في لبنان قادراً على الكشف المبكر عن السرطانات بنسبة 60-70% من الحالات، بتنا اليوم نتفاجأ بظهور حالات مَرَضيّة متقدّمة، خصوصاً لدى النساء اللواتي هنّ دون سنّ الخمسين. وعليه، نخسر اليوم المكاسب الكبيرة التي حققها الطب في لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية في مواجهة السرطان والوقاية منه.
في قسم التكنولوجيا
بعد أشهر من الانتظار، قدّمت “#ميتا” سمّاعة #الواقع الافتراضي المتطورة في حدث “#Connect“، بالإضافة إلى تطبيقات وألعاب الواقع الافتراضيّ، في حدث يُعدّ لحظة كبيرة لـ”ميتا” بعد عام من تغيير علامتها التجارية من “فايسبوك”، خصوصاً أنّ الشركة تكافح حاليّاً من أجل نمو الإيرادات والمستخدمين.
وأعلنت “ميتا” عن “Meta Quest Pro” سماعة الواقع الافتراضي بسعر 1499 دولاراً، بعد أن تحدّثت عنها في العام الماضي. وتُعد “Quest Pro” جيلاً جديداً من مجموعة سماعات الرأس “Quest VR” الخاصّة بالواقع الافتراضيّ، وتتميز بمعالج وشاشة جديدين، وبجسم ووحدات تحكّم معاد تصميمها، وكاميرات مواجهة للداخل لتتبع العين والوجه. وشدّد مارك زوكربرغ على أهمية ميزة تتبّع العين في سمّاعات الرأس الخاصّة بالواقع الافتراضيّ المستقبلية.