08:30 ص
الإثنين 26 سبتمبر 2022
كتب- محمود الشوربجي:
شهدت منطقة كعابيش بالهرم جريمة قتل راح ضحيتها ربة منزل، على يد زوجها “خليفة”، بعدما تحملت ما لا يطيقه بشر أملا في تربية أطفالها لاسيما صغيرتها المريضة.
في حلقة جديدة من “دماء في عش الزوجية” التي يتناولها “مصراوي” من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل ربة منزل على يد شريك حياتها في شهر أكتوبر عام 2021.
فمنذ تركها مسقط رأسها وإقامتها مع زوجها بالهرم، لازم التعب والمشقة “أم علاء” قرابة ٢٠ عاما. عملت في حراسة العقارات تارة وبيع الخضروات أخرى متقمصة دور رب الأسرة في ظل ركود حالة الزوج المادية.
أربعة أطفال أكبرهم ١٨ سنة وأصغرهم تحتاج لمتابعة دورية مع الطبيب ووالدهم كانت السيدة المغلوبة لأمرها تتولى مسؤولية الإنفاق عليهم حتى أنه حال سؤالها عن سبب تقاعس زوجها عن العمل تجيب “تعبان عشان عنده فيروس سي”.
لم تشتكي السيدة الأربعينية من كل ذلك بل كانت ابتسامتها لا تفارق وجنتيها تقابل الجميع بوجه بشوش وكلمات طيبة حظيت معها بحب وتقدير الجميع بمنطقة كعابيش بالهرم.
كل ذلك وأكثر لم يشفع لأم العيال. اعتاد بعلها الاعتداء عليها بالضرب حتى وصل الأمر لصفعها على وجهها أمام المارة بدعوى “مراتي وبأدبها”.
خلافات متكررة كانت لسان حال الزوجين انتهت إحداها بطرد الزوجة من البيت وسفرها إلى مسقط رأسها لتقضي شهرين دون فلذات كبدها.
رغم عودتها إلى عش الزوجية بعد تدخل العقلاء والأقارب استمر مسلسل ضرب “خليفة” لزوجته التي كانت ترجع الأمر إلى “عايز ياخد فلوسي يشتري مخدرات” لينذر الأمر بقرب وقوع الكارثة. حتى تلاحظ لسكان المنطقة خاصة السيدات اللاتي يترددن على بائعة الخضار اختفاءها في ظروف غامضة.
في البداية ظن الغالبية أنها مريضة لا تقوى على الخروج للعمل أو انشغالها بعلاج صغيرتها “أسماء” لكن رواية صادمة لفتت انتباه الجميع “جوزها قتلها”.
استمع الجيران لحديث ابنها الأكبر الذي أكد “أمي خرجت مع أبويا ومرجعتش من وقتها” قبل أن يفجر مفاجأة “هدومه كلها دم”.
استرجع الأهالي حينها آخر مشهد جمع الزوجين لدى اعتداءه عليها بالضرب المبرح على مرآة ومسمع الجيران حتى كاد أن يفتك بها فهددته بتحرير محضر ضده.
في المقابل أبلغ الزوج الخمسيني -الذي يعمل في جمع الكرتون مؤخرا- قسم شرطة الهرم عن اختفاء زوجته في ظروف غامضة. توجه رجال المباحث إلى محل الواقعة وتم فحص كاميرات المراقبة التي أيدت رواية الابن بتسجيل لحظة مغادرة الزوجين المنطقة سويا.
المفاجأة التي رصدتها التحريات كانت اختفاء الزوج أيضا لتتجه أصابع الاتهام إليه بوقوفه وراء اختفاء زوجته.
جهود البحث والتحري كشفت عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أم لأربعة أطفال. تبين أن زوجها استدرجها إلى قرية زاوية أبو مسلم مركز أبو النمرس لكنه غدر بها وهشم رأسها بآلة حادة وتخلص من جثتها بأحد المصارف.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، حدد رجال المباحث مكان اختباء المتهم في شقة بالقرب محل سكنه بدائرة القسم وأمكن ضبطه بأحد الأبراج السكنية.
بعد ضبطه أقر المتهم بصحة التحريات وارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه، لشكه في سلوكها الأمر الذي لم تثبته التحريات خاصة إشادة الجيران والأهالي بحسن خلقها. وأرشد المتهم عن مكان تخلصه من الجثة وتم انتشالها بمعرفة الإنقاذ النهري وإيداعها مشرحة زينهم تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي، فيما صدر قرار بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.