التخطي إلى المحتوى

جسّد العم عثمان الغامدي العمارة الجنوبية القديمة من خلال إبداعه الفني، حيث قام ببناء قرية جنوبية مصغّرة في منزله. فقد ألهمته أيام الحظر الذي تسببت بها جائحة كورونا إلى عمل ورشة لبناء قرية مصغرة في فناء منزله تُجسد العمارة الجنوبية بمختلف مناطقها، ليتم الكشف عن عملٍ إبداعي واجه من خلاله العم عثمان الوباء بالطاقة الإيجابية، مستخدماً في ذلك ما جادت به الظروف حيناها من أدوات.

وعن قصة هذه القرية سرد عثمان الغامدي لـ”العربية.نت” تفاصيل بناء القرية والتي ضمت مجموعة من الأبنية، تُشكل نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع الجنوبي، مثل المنازل والقصور والقلاع، والأراضي الزراعية وأبرز المعالم في تلك الحقبة، بقالب يمزج التاريخ التليد بمعالم الحاضر الزاهر. وهي فكرة عاشت معه منذ فترة طويلة، لكنه لم يجد الوقت المناسب للعمل عليها وإبرازها، إلا في الفترة التي تم فيها فرض حظر التجول وتعزيز الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا كوفيد-19.

وقتها، أعاد شقيقه إليه تفاصيل هذه الفكرة، فبدأ العمل عليها بجهود ذاتية تأكيداً لعشقه الكبير للموروث الشعبي الوطني بشتى جوانبه، وإدراكاً منه بأهمية الحفاظ عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة.

وأضاف: “واصلت العمل حتى ظهر بهذا الشكل الذي يشاهده الجميع، وأثنى عليه كل من مر به، وتناولت أدق التفاصيل في المنزل الجنوبي بدءا بمنطقة الباحة وانتهاء بمنطقة نجران وما جاورها. وكيف كانت هي الحياة داخل تلك المنازل التي احتضنت لعقود الموروث الثقافي والمادي للإنسان الجنوبي، والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته. وما تشاهدونه الآن ما هو إلا نموذجا استطاع أبناء المنطقة الجنوبية عبره آن ذاك من التفرد في نمط البناء والعمارة، وفرض أساليب اختصت بها المنطقة عن سواها وتجلت في طريقة تشييد البيوت ومخازن الغلال والقلاع”.

كما أكد أنه يتطلع لتحويل هذه القرية لمزار دائم، ويحلم بأن يشاهدها بشكل أوسع مما هي عليه الآن وأن يشاهد هذه التصاميم البسيطة تنتقل إلى موقعٍ آخر تدب فيه الحياة كما هو الحال في مهرجان الجنادرية على سبيل المثال وغيره من القرى الأثرية والتراثية.

Scan the code