فمدن كأنطاليا وإسطنبول، ما عاد الزوار يقصدونها لزيارة معالمها فحسب، بل صارت وجهةً لما يعرف بالسياحة العلاجية، أو سياحة عمليات التجميل.
من جانبه، قال طبيب جراحات التجميل، ظفر غول: “حسب ملاحظتي فإن التجميل بدأ يستقطب الانتباه منذ عام 2004، وخصوصاً بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة مشاركة الصور، فقد بدأ الناس بملاحظة الفرق بين أنفسهم في المرآة وفي الصور، وبانتشار ظاهرة التطبيقات التي تغير وتجمل الصور صار الناس يرغبون في تحويل هذه الصور المعدّلة إلى حقيقة، وكذلك ارتفع الطلب على عمليات التجميل بعد الجائحة”.
وأضاف: “نجري في الشهر الواحد نحو 450 عملية زراعة شعر، وقرابة 170 عملية تجميل للأسنان، بالإضافة إلى 180 جراحة تجميلية بأنواع مختلفة”.
وأكمل: “العمليات التجميلية تبدأ من 1200 يورو وترتفع حسب العمليات المطلوبة إلى2000 و 5000 يورو حسب المطلوب”.
بدورها، قالت طبيبة جراحات تجميل، مليكة كولاهجي: “أثناء وباء كورونا قل عدد المرضى كثيراً في جميع عيادات التجميل، ومن ضمنهم عيادتنا، فالأولوية للجميع كانت المحافظة على الصحة، وقد عملنا بوتيرة أبطأ للحفاظ على صحة مرضانا وصحة فريقنا، مع مطلع العام الجاري 2022 بدأت الأمور تعود لطبيعتها من حيث الطلب على العمليات المختلفة”.
وأضافت: “أكثر العمليات التجميلية المرغوبة لدى الرجال بعد زراعة الشعر هي عملية تصحيح الأذن البارزة، بينما بالنسبة للرجال فوق سن الخمسين، العملية المفضلة لديهم هي عمليات شفط الدهون من منطقة البطن”.
وأكملت: “أما العمليات المرغوبة لدى النساء بالدرجة الأولى هي عملية تكبير الصدر، تليها عملية تجميل الأنف ثم عمليات الفلر والبوتوكس وغيرها من الإجراءات التي تظهرهنّ أصغر سناً”.
وقالت السائحة البولندية، ميراندا أدول: “بعد بحثي وجدت أن الاطباء هنا أفضل بكثير، وكل شيء حديث ومتطور لقد أجريت عملية تجميلية، والآن أفكر في عمليات أخرى أنوي إجراءَها”.
وأضافت: “أفكر في الاستقرار والعمل هنا في تركيا، لأن الناس هنا لطيفون، وهي بلد سياحي جميل، وأسعار عمليات التجميل مناسبة أكثر من دول أخرى؛ صحيح أن الأسعار ارتفعت في الفترة الأخيرة، ولكن مازالت مناسبة ومازالت أفضّل تركيا”.
وتابعت: “مدة النقاهة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، أستطيع خلالها الاستراحة في الفندق أو الخروج لتنشق الهواء ورؤية إسطنبول”.
ومع تنوع الخيارات التي توفرها تركيا في هذا المجال، تطمح لأن تتقدم في تصنيفها من المركز السابع عالمياً في السياحة العلاجية إلى مرتبة أكثر منافسةً.
فوفق الخطط الرسمية، تهدف البلاد إلى تحقيق عائدات بقيمة مليارين ونصف المليار دولار من السياحة العلاجية بحلول عام ألفين وثلاثة وعشرين.