وقالت وزارة الصحة السورية في بيان إن اختبارات التقييم السريع أكدت وجود 338 حالة إصابة في البلاد منذ ظهور الوباء للمرة الأولى الشهر الماضي وإن معظم الوفيات والإصابات في محافظة حلب في الشمال.
الحالة الوبائية في المناطق السورية
- ذكرت وزارة الصحة السورية أن هناك 230 حالة إصابة في محافظة حلب حيث تأكدت وفاة 25 شخصا. وباقي الإصابات موجودة في مختلف أنحاء البلاد.
- قالت الأمم المتحدة هذا الشهر إنه يعتقد أن تفشي المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يشطر سوريا من الشمال إلى الشرق.
- ذكر مسؤولون طبيون أن المرض شديد العدوى انتشر أيضا في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد ومناطق المعارضة في منطقتي شمال وشمال غرب سوريا اللتين نزح إليهما الملايين بسبب الصراع المستمر في البلاد منذ عشر سنوات.
- قالت لجنة الإنقاذ الدولية، ومقرها الولايات المتحدة، التي تعمل في المنطقة الشمالية إن إصابات الكوليرا المشتبه بها زادت إلى 2092 حالة في شمال شرق سوريا منذ الإعلان عن تفشي المرض هذا الشهر. أضافت أن هناك مخاوف من نقص كبير في تسجيل الإصابات.
- تقول منظمات غير حكومية في الغرب إن الحصول على مياه شرب نقية يمثل تحديا ضخما في سوريا التي توجد بها مياه شرب أقل 40 في المئة عما كانت عليه قبل بدء الصراع وذلك بسبب الدمار الواسع النطاق في البنية التحتية الخاصة بالمياه.
- قال الدفاع المدني السوري المكون من عمال إنقاذ يعملون في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية الاثنين إن مسعفين سجلوا أول ثلاث حالات كوليرا في مخيمات كفر لوسين المكتظة بالسكان بالقرب من الحدود مع تركيا.
- وصف الدفاع المدني السوري المدعوم من الغرب في بيان هذا التطور بأنه خطير على حياة المدنيين بعد انتشار الوباء السريع في ظل ظروف صحية سيئة، خاصة في المخيمات.
ويفاقم تغير المناخ مشكلة ندرة المياه في البلاد.
وحذرت الأمم المتحدة من وفيات كثيرة إذا انتشرت الكوليرا في القطاع المكتظ بالسكان، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في ظروف قاسية لا تتوافر فيها إمدادات المياه والصرف الصحي.
وقال مسؤولون إن منظمة الصحة العالمية بدأت بالفعل في إرسال شحنات عاجلة من الإمدادات الطبية وحبوب الكلور لتنقية المياه.
وقبل أحدث تفش للكوليرا، تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
مضاعفات الكوليرا
يُمكن أن تُصبح الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة. فقد يُؤدِّي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والكهارل إلى الموت في غضون ساعات، في معظم الحالات الحادَّة. أمَّا في الحالات الأقل حِدَّةً، فقد يموت المرضى الذين لم يتلقَّوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض الكوليرا؛ وذلك بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية.
على الرغم من أن الجفاف وهبوط الدورة الدموية هما أسوأ مضاعفات الإصابة بالكوليرا؛ إلا أن مشكلات أخرى قد تحدث، مثل:
- انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم). يُمكن أن تنخفض مستويات السكر (الغلوكوز) — مصدر الطاقة الأساسي بالجسم — بدرجة خطيرة؛ بسبب عدم تناوُل المرضى الطعام من شدة الإعياء. الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المشكلة؛ حيث إنها تتسبَّب في حدوث نوبات مرضية، وفقدان الوعي، حتى الوفاة.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم. يفقد المرضى المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من المعادن في البراز، بما فيها البوتاسيوم. يُؤثِّر انخفاض مستويات البوتاسيوم على القلب ووظائف الأعصاب؛ وهو ما يُشكِّل خطرًا على الحياة.
- الفشل الكلوي. عندما تفقد الكُلى قدرتها على الترشيح، تتراكم كميات زائدة من السوائل، وبعض الكهارل، والفضلات في الجسم — الأمر الذي قد يُشكِّل خطرًا على الحياة. غالبًا ما يترافق الفشل الكلوي بالهبوط الدموي عند المرضى المصابين بالكوليرا.