التخطي إلى المحتوى

أ ف ب – أكد وكيل أعمال الكاتب البريطاني سلمان رشدي الأحد أن الأخير “يتماثل للشفاء”، بعد يومين على تعرضه للطعن في بطنه ورقبته بيَد شاب أميركي من أصل لبناني خلال مناسبة في الولايات المتحدة.

وبعد ساعات على اعتداء الجمعة الذي وقع خلال مناسبة أدبية في ولاية نيويورك، خضع الكاتب البريطاني لجراحة عاجلة إثر إصابته بجروح شكّلت خطرا على حياته.

لكن رغم أن وضعه ما زال حرجا، أظهر مؤشرات تحسن ولم يعد بحاجة إلى جهاز تنفس اصطناعي.

إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية

آلتسجيل مجانا!

وقال وكيل أعماله أندرو وايلي في بيان إن رشدي لم يعد يعتمد على أجهزة التنفس و”بدأ يتماثل للشفاء”، مشيرا إلى أن تعافيه سيستغرق وقتا “طويلا جروحه خطرة لكن حالته تتطور في الاتجاه السليم”.

وكان الكاتب الذي قضى سنوات تحت حماية الشرطة بعدما دعا قادة النظام الإيراني إلى قتله على خلفية روايته “آيات شيطانية”، يوشك على التحدّث في مقابلة عندما صعد رجل إلى المسرح وطعنه مرّات عدة في الرقبة والبطن.

وأوقف موظفون وأشخاص ضمن الجمهور المهاجم هادي مطر، وهو أميركي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، قبل أن تحتجزه الشرطة.

ومثُل أمام المحكمة السبت حيث دفع ببراءته من تهمة محاولة القتل ومن المقرر أن يمثُل مرة أخرى في 19 آب/أغسطس.

ملف – الروائي والكاتب البريطاني سلمان رشدي خلال جلسة تصوير في باريس، 10 سبتمبر 2018 (JOEL SAGET / AFP)

والأحد، أكد نجل الكاتب ظفر أن العائلة تشعر “بارتياح بالغ” لتخلي رشدي عن جهاز التنفس وتمكنه من “قول بضع كلمات”.

وقال نجل رشدي في بيان “رغم ان جروحه خطرة ويمكن أن تبدل حياته، لم تتأثر روح الدعابة المعتادة المشاكسة والعنيدة التي يتمتع بها”.

وأفاد رئيس مجموعة “سيتي أوف أسايلوم” هنري ريس الذي كان بصدد محاورة رشدي قبل تعرّضه للاعتداء بأنه اعتقد بادئ الأمر أن شخصا ما ينفّذ مقلبا سيئا، لكنه أدرك حقيقة الأمر عندما شاهد الدماء، علما بأنه أصيب بجروح أيضا.

قال ريس الذي أطل الأحد على شبكة “سي إن إن” مع ضمادة كبيرة تغطي عينه اليمنى المتورمة والمصابة بكدمات “كان صعبا جدا فهم الأمر. بدا كأنه مقلب سيئ. لكن بعدما تشكّلت خلفه (بقعة) دماء أصبح الأمر حقيقة”.

مشتبه به لبناني

لم تقدّم الشرطة والادعاء معلومات كثيرة عن خلفية مطر أو دوافعه.

في لبنان، أشار علي قاسم تحفة رئيس بلدية قرية يارون في جنوب لبنان إلى أنّ هادي مطر “من أصول لبنانيّة”.

وتابع في حديث مع وكالة فرانس برس، “وُلد ونشأ في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون”.

وقيل لمراسل فرانس برس الذي زار القرية السبت إن والدي مطر مطلّقان وما زال والده يعيش في القرية.

وطُلب من الصحافيين الذين قدموا إلى منزل والده المغادرة.

كان رشدي مهدّدا بالقتل منذ أن أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته “آيات شيطانيّة” التي رأى بعض المسلمين أنها تنطوي على تجديف.

ملف – نساء إيرانيات يحملن لافتات كتب عليها “قتل سلمان رشدي” خلال مظاهرة ضد الكاتب البريطاني سلمان رشدي في طهران، 17 فبراير 1989 (NORBERT SCHILLER / AFP)

“عادت إلى طبيعتها”

وفي مقابلة أجرتها معه مؤخرا مجلة “شتيرن” الألمانية، قال رشدي “منذ بدأت أعيش في الولايات المتحدة، لم يعد لديّ مشاكل (…) عادت حياتي إلى طبيعتها”، مبديا “تفاؤله” رغم “تهديدات القتل اليومية”، بحسب مقتطفات نشرتها المجلة على أن تصدر المقابلة كاملة في 18 آب/أغسطس.

بعد انتقاله إلى نيويورك، أصبح رشدي مواطنا أميركيا في 2016. ورغم التهديد المتواصل لحياته، شوهد بشكل متزايد في الأماكن العامة من دون مرافقة أمنية ملحوظة في كثير من الأحيان.

ولم تكن الإجراءات الأمنيّة مشدّدة خلال مناسبة الجمعة التي جرت في مؤسّسة تشوتوكوا التي تستضيف برامج فنّية في منطقة هادئة قرب مدينة بوفالو.

وأثارت عملية الطعن غضبًا واسعًا، بما في ذلك في أوساط السياسيّين والشخصيّات الأدبيّة.

ووصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بـ”الهجوم الشرس”، مشيدًا بالكاتب “لرفضه الترهيب والإسكات”.

من جهته، قال وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إنّ وسائل الإعلام التابعة للدولة في إيران قد “ابتهجت” بمحاولة اغتيال رشدي، واصفًا في بيان موقفها هذا بأنّه “حقير”.

بدوره، دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم “المروّع” على الكاتب.

لكنّ الاعتداء حظي بتأييد من متشدّدين إسلاميّين في إيران وباكستان.

ومطر موقوف حاليًا من دون إمكان الإفراج عنه بكفالة، ووُجّهت إليه اتّهامات رسميًا بتنفيذ هجوم مسلّح وبمحاولة القتل من الدرجة الثانية.

Scan the code