التخطي إلى المحتوى

على عتبة التمديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، تتكدس التقارير السلبية في الأروقة الأممية حول الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان وسط تزايد الخروقات، وهو قرار اعتمد عام 2006، لمراقبة وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية الجنوبية بعد حربهما الأخيرة.

قوات اليونيفيل

ولكن، نهاية أغسطس الجاري، هناك اجتماع لمجلس الأمن لبحث تجديد ولاية اليونيفيل، وسط حوادث تصعيدية شهدتها الحدود اللبنانية مؤخرا، وهي الحوادث التي رصدها تقرير لأمين عام الأمم المتحدة، صادر في 14 من يوليو الماضي، عن الفترة من 19  من فبراير عام 2022 إلى الـ 20 من يونيو.

وأبرز تلك الحوادث تمثلت في إطلاق حزب الله مسيّرات غير مسلحة باتجاه منشآت للغاز الطبيعي تسيطر عليها إسرائيل.
والتقرير الأممي أشار إلى مواصلة إسرائيل بناء حواجز جدارية على طول الخط الأزرق بتكلفة تبلغ حوالي 900 مليون دولار.
وفى المقابل، رصدت اليونيفيل إنشاء حزب الله حاويات وبنية تحتية في أحد عشر موقعا، بالقرب من الخط الأزرق، كما رصدت تحذيرات لجنود حفظ السلام أطلقها حزب الله لمنع الاقتراب من هذه المناطق.

كما تؤكد قوات اليونيفيل وجود أسلحة غير مصرح بها وميادين رماية تابعة لحزب الله في جميع أنحاء جنوب لبنان.

كذلك ذكر التقرير أن حزب الله يعرقل عمل قوات اليونيفيل وفي بعض الأحيان يقوم بترهيبها وإلحاق الضرر بمركباتها، حيث تم الإبلاغ عن 23 حادثة منذ فبراير الماضي.

وتشير موجة الخروقات الحالية من الجانبين على الحدود اللبنانية الجنوبية لرغبة ملحة في تعزيز دور قوات حفظ السلام الأممية واتخاذ إجراءات تتخطى تعبيرات الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق.

الحرب المحتملة

بداية، قال نظير مجلي، الكاتب والباحث في الشئون الإسرائيلية، إن إسرائيل وحزب الله اللبناني يستعدان لحرب محتملة، لكنهما يعملان في الوقت ذاته لعدم الانزلاق لمواجهة مباشرة.

وأضاف مجلي، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن قوات اليونيفيل تراقب الأوضاع فقط، لكنها ليس لها علاقة بحقول الآبار المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

وأكد مجلي أن القوات الأممية لا تستطيع منع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، لافتا إلى أن الطرفان لا يحترمان عمل قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة.

 

خروقات متعددة

من جانبه، قال اللواء عبد الرحمن شحيتلي، الرئيس السابق للوفد المفاوض حول الحدود البحرية، إن هناك خروقات ولكن لن تصل هذه الخروقات إلى نشوب حرب.

وأضاف شحيتلي أن الجيش اللبناني يستطيع أن يتولى مسألة حفظ الأمن جنوب البلاد بدلا من قوات اليونيفيل.

أهمية قوات اليونيفيل

ومن واشنطن، يرى ريتشارد وايتز، خبير الأمن والاستراتيجية العسكرية في مؤسسة ويكي ستراد، أن قوات اليونيفيل تساعد في منع نشوب حرب في جنوب لبنان، موضحا أن الولايات المتحدة تعتبر مهام هذه القوات مهمة للغاية وذلك لنزع سلاح حزب الله.

وأكد وايتز أنه في حال نشب صراع بين إسرائيل وحزب الله فستدخل لبنان وأطراف أخرى في هذه الحرب، مشيرا إلى أن تل ابيب دائما ما تظهر أن لديها القدرة والضغط على احتواء الأوضاع.

وأشار إلى أن قوات اليونيفيل لا تستطيع منع نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل، لكنها يمكن أن تساعد في تهدئة الأوضاع وعدم التصعيد بين الجانبين.

وتابع قائلا: “تواجد القوات الأممية في جنوب لبنان يقلل من المناوشات والاشتباكات في مثل هذا النزاع بين الأطراف، لذلك فتواجدها مفيدا”.

Scan the code