دعت الولايات المتحدة والصين، في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي، إلى السماح لخبراء تابعين للأمم المتحدة بزيارة عاجلة إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوبي أوكرانيا.
وكانت كييف وموسكو قد تبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن قصف المنشأة النووية، التي سيطرت عليها روسيا في شهر مارس/آذار.
واجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الخميس لبحث الوضع، ودعا الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، طرفي الصراع إلى وقف المعارك بالقرب من المحطة.
وقال غوتيريش في بيان: “يجب ألا تستخدم المحطة كجزء من أي عملية عسكرية، بل هناك حاجة إلى اتفاق عاجل على المستوى الفني بشأن (تخصيص) محيط آمن منزوع السلاح لضمان سلامة المنطقة”.
وأيدت الولايات المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن، الدعوة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح، وحثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على زيارة الموقع.
وحذر غوتيريش من أن القتال قد يؤدي إلى كارثة في أكبر منشأة نووية في أوروبا، كما حذرت أوكرانيا من أن روسيا قد تتسبب في أسوأ حادثة نووية في العالم.
وكان غوتيريش يتحدث قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث التطورات الأخيرة.
وقال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، إن العالم “على حافة كارثة نووية تضاهي في نطاقها (كارثة) تشيرنوبيل”.
وأضاف أن مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستطيعون زيارة الموقع في أقرب وقت خلال الشهر الجاري.
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع قد طالبوا يوم الأربعاء، روسيا بإعادة المنشأة إلى السلطات الأوكرانية.
وأفادت التقارير الواردة من أوكرانيا بأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية تعرضت للقصف مجددا، وقال كل طرف إن عشر ضربات طالت المكاتب الإدارية وقسم الإطفاء في المنشأة يوم الخميس.
وتعرضت المنشأة والمنطقة المحيطة بها في وسط شرقي أوكرانيا إلى قصف الأسبوع الماضي، وتقول أوكرانيا إن روسيا حولت الموقع إلى قاعدة عسكرية، وشنت هجمات منه لمعرفتها أن الجيش الأوكراني لن يرد، وهو ما تنفيه موسكو.
وقالت الوكالة النووية الأوكرانية، في بيان أصدرته الخميس: “الغزاة الروس قصفوا منشأة زابوريجيا والمناطق المجاورة للمنشأة النووية مرة أخرى”.
وأضافت أن مكتبا إداريا بجانب قسم اللحام قد أصيب وأن النيران اشتعلت في العشب في الجوار، لكن لم تقع إصابات.
وأضافت الوكالة النووية الأوكرانية أن مركز الإطفاء بالقرب من المنشأة قد استهدف أيضا.
ولم يتسن تبديل الطواقم في نهاية وقت العمل بسبب القصف، ما تطلب استمرار الطواقم في العمل لفترة أخرى.
وقالت الوكالة إن الوضع حاليا تحت السيطرة.
وأصدر مسؤولون عينتهم السلطات الروسية بيانا مناقضا اتهموا فيه الجانب الأوكراني بشن الهجوم، وقالوا إن الجيش الأوكراني استخدم أنظمة إطلاق صاروخي متعددة ومدفعية ثقيلة. ولم يتم التحقق من ادعاءات أي من الطرفين.
وفي كييف حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن “روسيا قد تتسبب في وقوع أخطر حادث نووي في العالم، (سيكون) أخطر من حادث تشيرنوبيل”. وكان زيلينسكي يشير إلى كارثة 1986 في المحطة النووية التي بناها الاتحاد السوفيتي شمال كييف.
وقال زيلينسكي إن مثل هذا الحادث سيكون بمثابة استخدام روسيا لأسلحتها النووية دون توجيه ضربة نووية فعلية.
يذكر أن منشأة زابوريجيا موجودة في مدينة إنيرهودار جنوب شرقي أوكرانيا على ضفة نهر دنيبر. وتتكون من ست مفاعلات ماء مضغوط، وتخزن نفايات نووية.
وقد أبقت روسيا على الموظفين الأوكرانيين بعد استيلائها على المجمع.