التخطي إلى المحتوى

تتوجه عشرية القراءة في الإمارات (2016-2026)، وهي المبادرة القرائية الأولى من نوعها في العالم كلّه، إلى الشريحة القارئة من الصفوف الابتدائية والإعدادية وحتى الثانوية، ويدعم هذه المبادرة «تحدّي القراءة العربي»، وهو أيضاً طموح قرائي عربي يحقق من عام إلى آخر فكرته الثقافية المنطلقة من الإمارات، وفي الوقت نفسه، يتوجه تحدّي القراءة العربي إلى جيل شاب يبدأ من سن الطفولة وينتهي إلى سن الوعي والنضوج، وسوف يستمر هذا الأثر الثقافي إلى الحياة العامّة بعد الجامعة.
ما تحققه الإمارات على مستوى مبادرات القراءة عمل عظيم وكبير، وبخاصة أن بذرته هي بذرة شبابية حيوية من حيث العمر ومن حيث الاستجابة والتفاعل العربي المشترك الذي يظهر مع كل دورة يُعْلَن فيها عن فرسان القراءة العرب من الجنسين في لحظة احتفالية صادقة المشاعر والعواطف هنا في دبي المدينة التي تتحدّى المستحيلات دائماً، ودائماً تبشر بالأمل والنجاح والإيجابية المشتركة.
ما تحققه الإمارات، أيضاً، على مستوى مبادرات القراءة هو انسجام فكري مع توجّه الدولة إلى مفهوم المستقبل، والمستقبل في الإمارات ليس مصطلحاً أو نظرية، بل، هو توجّه وإدارة وتطبيق على الأرض وفي الفضاء، في البيت كما هو في الجامعة، وفي المؤسسة كما هو في العائلة.
مستقبل الإمارات تجري صناعته في حاضر الدولة، ودائماً بالعودة إلى الماضي وإلى التراث، والإطار العام لهذا كله هو إطار ثقافي جوهره: القراءة، وبالضرورة، ننتبه هنا أن الإمارات لم تكن دولة مغلقة على ذاتها وعلى مؤسساتها، وهي تبادر لمشاريع قرائية كبرى مثل تحدّي القراءة العربي، وعشرية القراءة، بل الأساس في هاتين المبادرتين وغيرهما من آفاق ثقافة القراءة هو أفق عربي، وفرسان القراءة طلاب عرب، وطالبات عربيات، وفي الوقت نفسه، أفق الانفتاح على العالم والحضارات والثقافات الإنسانية العالمية.
تؤسس الإمارات، بل، مَضَتْ في التأسيس لجيل عربي قارئ بداياته من الطفولة والشباب، وبالقراءة هو جيل صانع للمستقبل بمفرداته الحيوية: التنمية، والإبداع، والتميّز، والنجاح، وهي مفردات القاموس الإماراتي التي عرفها العالم تماماً ليس عن طريق الترجمة الأبجدية، بل الترجمة المرئية على الأرض والواقع والحياة في دولة تراهن على ثقافة القراءة.. وتربح الرهان.
yabolouz@gmail.com

Scan the code