08:33 ص
الإثنين 03 أكتوبر 2022
كتب ـ رمضان يونس:
اعتاد “محمد” أن يرافق ابنته “أميرة” (13 عامًا) في أول يوم دراسي بداية كل عام جديد، أملًا في رسم البهجة على وجه صغيرته خاصة أنها في العام الأول من المرحلة الإعدادية: “رحت قعدتها في الفصل زي ما بعمل كل سنة”.
تسارعت دقات قلب “محمد”، عندما تلقى مكالمة هاتفيه -لم تكُمل بضع ثوان- من أحد أولياء الأمور يخبره فيها أن جزء من المدرسة التي تدرس فيها ابنته، انهار فجأة على الطلاب؛ “لقيت تليفوني بيرن الحق السور وقع على البنات في المدرسة.. جيت جري أشوف ايه اللي حصل!”.. يقولها محمد والد الطالبة.
حيرة كبيرة أصابت الأب عندما عاد للمدرسة مرة أخرى “لقيت عربيات الإسعاف بتنقل في الأطفال.. قولت أكيد في بنات كتير ماتت لأن المدرسة قديمة”.
في لمح البصر اكتظ شارع السوق ـ أمام المدرسة ـ بالأهالي بعدما نشرت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لحادث الانهيار و للأطفال: “قعدت أدور على بنتي ملقتهاش في الإسعاف ولا بين الطلبة”.
على عجل وصل الأب وزوجته إلى مستشفى “الموظفين” بحي إمبابة حيث مكان استقبال مصابي الحادث بعدما دله أحد المسعفين أن ابنته من ضمن الطالبات اللاتي تم نقلهن للمستشفى “دخلت الطوارئ قعدت أدور على بنتي” لكن دون جدوى، الأمر أصبح كارثي بالنسبة للموظف وزوجته “قولت أكيد بنتي جرى لها حاجة”.
أمام غرفة العناية المركزة داخل مبنى مستشفى إمبابة تجمع الأهالي -كان بينهم أسرة “ملك” التي وفتها المنية متأثرة بنزيف داخلي نتيجة انهيار السور على جسدها الصغير ـ و”محمد” وزوجته: “كل ما نسأل الدكتور يقول الحالتين اللي جوا في خطر.
داخل طرقات المستشفى تجمعت مأساة الأسر، الحزن غير ملامحهم، يقف “محمد” في حيرة يردد جمل مؤلمة “يا رب جيب العواقب سليمة.. ده لسه سايبها في الفصل” وزوجته في دهشه:”عايزين نطمن على بنتنا مش عارفين ولا عارفين نخرجها من العناية نعالجها على حسابنا بره .. وكل ما نسأل الدكتور عنها يقول الحالة حرجة”.
على سرير العناية المركزة بالمستشفى ذاتها، تكابد الطفلة “أميرة” الموت، عقب إصابتها بجروح وكدمات جراء انهيار سور سلم المدرسة رفقه آخرين، تخضع الطالبة لفحص طبي شامل لتشخيص حالتها الصحية.
“أميرة” الطالبة الصغيرة من ضمن مصابي حادث انهيار سور مدرسة المعتمدية في أول يوم دراسة، التي أصيب عدد من طلابها بكدمات في الجسد.
وأمر النائب العام بالتحقيق في واقعة انهيار سياج خرساني بمدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات بكرداسة، حيث انتقل فريق من النيابة العامة إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال المسئولين والشهود بها.
بينما انتقل فريق آخر لمناظرة جثمان فتاة متوفاة بمستشفى إمبابة العام، وسؤال المصابات به، واللاتي بلغ عددهن خمس عشرة مصابة.
وذكر بيان النيابة العامة، أنه قد تلقت إخطارًا من الشرطة مفاده أنه عقب الانتهاء من الفسحة بالمدرسة صباح اليوم الأحد الموافق الثاني من شهر أكتوبر الجاري، وأثناء صعود الطالبات إلى فصولهن تدافعن على درج السلم المؤدي للطابق العلوي، مما أدى لانهيار جزئي بالسياج الخرساني للدرج، وقد بلغ الانهيار نحو مترين، مما أسفر عن إصابة عدد منهن ونقلهن إلى المستشفى.
وعلى الفور تم تشكيل فريق تحقيق انتقل إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال مديرها، ومشرف الدور، ومشرف اليوم، ومسئولي الأمن والصيانة بها، وكذا سؤال المسئولين بهيئة الأبنية التعليمية ورئيس حي كرداسة، وسائر من يمكن سؤالهم من الشهود.
وقد انتقل فريق آخر إلى مستشفى إمبابة العام لسؤال المصابات ومناظرة المتوفاة، حيث وقفت النيابة العامة حتى ساعته على إصابة خمس عشرة فتاة، ووفاة واحدة من جراء الواقعة.
وجارٍ استكمال التحقيقات، وسوف تعلن النيابة العامة عن تفصيلاتها حين انتهائها والوقوف على تصور لكيفية وسبب وقوع الحادث.