من بين أشهر الخلافات التي شهدها الوسط الفني، ما حصل بين الفنانتين المصريتين نبيلة عبيد ونادية الجندي، وهو الخلاف الذي بدأ قبل نحو ثلاثة عقود على لقب “نجمة مصر الأولى” وتفاصيل أخرى.
عاد الحديث عن الخلاف الكلاسيكي بين النجمتين إلى الواجهة من جديد أخيرا، لكن هذه المرّة من باب ما سُمي بـ”مشهد الصلح” بينهما، وذلك أثناء تكريمهما في مهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولى قبل أيام، عندما احتضنا بعضهما البعض وسط تصفيق حاد من الجمهور.
في التقرير التالي، نستعرض جانباً من الخلافات الشهيرة داخل الوسط الفني، ما بين خلافات نجوم “الزمن الجميل” والخلافات بين الجيل الحالي.
- ما الفرق بين الخلافات الفنية بين الزمنين؟
- ما هي سمات تلك الخلافات الرئيسية، والأسباب المشتركة؟
- كيف يتم التعامل معها من قبل النجوم؟ وكيف تُواجه إعلامياً وجماهيرياً؟
- وما تأثير انتشار منصات ومواقع التواصل الاجتماعي على الخلافات الحالية؟
غيرة فنية
يقول الناقد الفني محمد عبدالخالق، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هناك فرقاً بين الخلافات التي كانت تحدث قديماً والخلافات التي تحدث في الوسط الفني حالياً، ففي أيام “الزمن الجميل” كانت بعض الخلافات من منطلق الغيرة الفنية والمهنية، ذلك أن كل شخص يريد أن يكون هو الأفضل ويقدم كل ما في وسعه.
من بين الخلافات القديمة الشهيرة من باب “الغيرة الفنية” والخلافات المهنية، هو الخلاف بين العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش.
العندليب وفريد الأطرش
كانت صداقة قوية تجمع بين الفنانين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، لكنّ الخلاف نشب بينهما في العام 1970. فقد كان الأخير اعتاد إحياء حفل أعياد الربيع “شم النسيم” على مدى سنوات، وبعد سفره إلى بيروت لفترة طويلة قام عبدالحليم حافظ بإحياء تلك الحفلات. وعند عودة الأطرش إلى مصر من جديد كان الخلاف على من يحق له إحياء حفل “شم النسيم”.
حُسم الخلاف نسبياً بعد التوصل لـ”حل وسط بين الطرفين”، على أن يحيي العندليب الحفل في سينما ريفولي رفقة الفرقة الماسية، بينما يحييه الأطرش في قصر النيل رفقة الفرقة الذهبية. على أن تذيع إذاعة صوت العرب حفل فريد، وتذيع الشرق الأوسط حفل عبدالحليم. بينما حسم الخلاف نهائياً عندما جمعهما الإعلامي اللبناني عادل مالك في برنامجه الشهير آنذاك “سجل مفتوح”.
التجريح الشخصي
ويشير الناقد الفني إلى أن”كثيراً من خلافات الزمن القديم لم تصل حد التجريح الشخصي الذي يوجد به إهانة مباشرة، بل بالعكس ففي مواقف الأزمة نجد أن كلاً من المختلفين يقفان بجوار بعضهما البعض بكل صدق، ولعل أبرزها الصور الموجودة في الأرشيف بين فريد الأطرش والفنان محمد عبدالوهاب، عندما كان الأخير مريضاً في المستشفى رغم التنافس الكبير بينهما”.
وبعيداً عن الخلافات المهنية القديمة، فثمة خلافات شخصية أيضاً كانت تنشب بين الفنانين، من بينها على سبيل المثال الخلاف الذي جمع الفنانتين صباح وتحية كاريوكا، بعد اتهام كاريوكا لصباح بأنها على علاقة بزوجها آنذاك. وقد نفت صباح ذلك، مشيرة إلى أن “موضوع خيانة زوج كاريوكا معي كان فبركة خيالية”
وفي لقاء إعلامي لها شرحت صباح أن زوج كاريوكا كان صديقاً مقرباً لها، وكان يأتي إلى زيارتها ويحكي لها ما يزعجه من كاريوكا.
خلافات “فنية” شريفة
لكن عبد الخالق يقول: “الخلافات قديماً كانت شريفة وتحترم المنافسة الفنية بعيدة كل البعد عن التجريح”. ويتحدث بموازاة ذلك عن الخلاف بين النجمتين نبيلة عبيد ونادية الجندي كمثال.
ويوضح أن “المشكلة التي كانت بين الطرفين في التسعينيات كانت صراعاً فنياً سببه من هي نجمة مصر الأولى ومن هي نجمة الجماهير، ومن الفنانة التي تحقق إيرادات أعلى في شباك تذاكر السينما..”.
خلافات شخصية
ومن نماذج الخلافات الشخصية الحديثة على سبيل المثال، “خلافات الجيرة” بين الفنان شريف منير والمطربة شيرين عبد الوهاب في العام 2014، بعد أن اتهم الأول زميلته بالسب والقذف وإتلاف جزء من منزله، وهو الخلاف الذي وصل إلى أروقة المحاكم وتم الفصل فيه، قبل أن يتنازل منير.
وكذلك الخلاف بين الفنان محمد رمضان والفنانة بشرى، بعد تصريحات للأول اعتبرتها الثانية “مسيئة” بخصوص مهرجان الجونة. فقامت بشرى بتسجيل أغنية ساخرة منه لتتسع دائرة الخلاف، قبل أن ينجح رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس في احتواء الأزمة والصلح بينهما.
توظيف مواقع التواصل
على الجانب الآخر، تلفت الناقدة الفنية حنان شومان، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن طبيعة الخلافات وإدارتها في الأغلب ليست مرتبطة بزمنٍ معين، سواء بين الجيل القديم والجيل الحالي، إنما التغير الذي حدث هو دخول “السوشيال ميديا” كأداة في العصر الحديث.
وتشير إلى أن “مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة قد تكون أداة تستعمل في الخلافات في عصرنا الحالي.. بعض الفنانين بالفعل يستخدمونها في إدارة خلافاتهم، على سبيل المثال ترويج أخبار أو تصريحات ضد زملائهم (بالتصريح أو التلميح).. في حرب إعلامية ممنهجة”، على حد قولها.
الأدوات القديمة
وتردف: “الخلافات في الوسط الفني معروفة منذ زمن طويل، وهناك خلافات شهيرة، من بينها على سبيل المثال الخلاف بين كوكب الشرق السيدة أم كلثوم ومنيرة المهدية، وكذلك الخلاف بين هند رستم وفاتن حمامة.. لكن خلافاتهم كانت تشبه المجتمع الذي كانوا يعيشون فيه وظروفه المختلفة”.
وتوضح الناقدة الفنية أن خلافات “الزمن الجميل” أيضاً كانت لها وسائل مختلفة تستخدم فيها، فعلى سبيل المثال كان معروفاً أن إحدى المؤسسات الإعلامية تساند فنانة بعينها (مثل مساندة مؤسسة شهيرة للفنانة فاتن حمامة في أية أزمة) وكذلك مساندة صحافيين بعينهم لفنانة ضد أخرى.. إلخ”، فقد كانت المجلات والصحف وسائل في هذا الخلاف آنذاك