يوسف العربي (دبي)
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، حرص دبي على دعم الجهود العالمية لتصميم رؤية متكاملة لتوظيف تكنولوجيا المستقبل.
جاء ذلك خلال حضور سموه فعاليات اليوم الأول من «ملتقى دبي للميتافيرس»، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل، بمشاركة أكثر من 500 مشارك من الخبراء العالميين وصنّاع القرار والسياسات، وأكثر من 40 مؤسسة محلية وعالمية متخصصة في قطاع الميتافيرس.
وقال سموه: «سيكون للميتافيرس دور فاعل في تصميم مستقبل التكنولوجيا الرقمية الذي سيعيشه العالم خلال السنوات المقبلة.. وستبقى دبي في ريادة مدن العالم في مجال اختبار وتطوير تقنيات المستقبل وتوظيفها في تصميم الاقتصاد الرقمي واقتصاد المستقبل».
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن دبي ترحّب دائماً بجميع المبتكرين والخبراء لاستشراف وتصميم مستقبل الميتافيرس ودراسة إمكاناته وتطبيقاته الواعدة، وسبل توسيع آفاق الحوار لتعزيز التعاون والشراكات وتضافر الجهود، لابتكار حلول تمضي بالعالم نحو بناء مستقبل أفضل للجميع بالاستفادة من التكنولوجيا والابتكار والبحث والتطوير.
وقال سموه: «نهدف من تنظيم ملتقى دبي للميتافيرس إلى توفير منصة جامعة للخبرات والكفاءات العالمية لاستشرف مستقبل قطاعات «الميتافيرس» وتعزيز التواصل والشراكة بين رواد هذا القطاع على مستوى الحكومات والمؤسسات والأعمال والشركات».
وأضاف سموه: «الاقتصاد الرقمي اقتصاد المستقبل الذي تقوم عليه ركائز مسيرة التنمية.. ونريد أن تكون دبي مركزاً رئيسياً لمجتمع الميتافيرس.. ونحن قادرون على تحقيق ما هو أبعد من ذلك».
وأشار سموه إلى أن البنية التحتية التكنولوجية المتطورة في دبي تجعلها شريكاً أساسياً وفاعلاً في عالم الميتافيرس وتقنيات الذكاء الاصطناعي.. وتشجع المستثمرين على أن يكونوا جزءاً من هذه السوق الآخذة في النمو في ضوء الخطط الاستراتيجية الداعمة التي يتم تنفيذها في دبي، بكل ما تحمله من فرص واعدة. والتقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال حضوره فعاليات «ملتقى دبي للميتافيرس»، عدداً من رؤساء ومدراء وممثلي الشركات التكنولوجية العالمية المشاركة. كما اطلع سموه على مجموعة من التجارب المبتكرة طورتها شركات تكنولوجية عالمية رائدة في مجال الميتافيرس.
وشهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم جلسة رئيسية استضافت معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، سلّط خلالها الضوء على أبرز ركائز «استراتيجية دبي للميتافيرس»، مؤكداً أن ما حققته دبي ودولة الإمارات على مختلف المستويات يبرهن على أنها في الموقع الأمثل لتكون رائدة عالمياً في مستقبل الميتافيرس، وأن الاستثمار في أحدث التطورات التكنولوجية مستمر لمواكبة التوجهات المستقبلية التي يشهدها العالم.
وقال معالي عمر سلطان العلماء، خلال كلمته: «نجحت دبي في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للسفر والتجارة والاستثمار من خلال احتضانها للصناعات والابتكارات الجديدة والتنويع المستمر لاقتصادها.. وسنعمل دوماً على تحقيق المزيد»، مضيفاً: «سنعمل خلال السنوات المقبلة على تحويل التحديات إلى فرص، وبناء اقتصاد رقمي على أسس ثابتة قوامها البنية التحتية والكفاءات والقيادة الاستشرافية، لتصبح دبي القلب النابض لاقتصاد الميتافيرس ومركزاً لمجتمعها المتنامي».
كما أكد معاليه ضرورة توظيف مخرجات ملتقى دبي للميتافيرس لمواصلة مسيرة تخيل وتصميم وصناعة المستقبل، واستشراف الإمكانات والقدرات النوعية للتقنيات الجديدة واستكشاف فرص التحولات الجذرية التي يشهدها العالم. وأشار معاليه إلى وجود كم هائل من الفرص لتطبيقات الميتافيرس في القطاع السياحي من خلال فعاليات افتراضية في المتاحف والاحتفاليات والمواقع السياحية الأهم، وابتكار توائم رقمية للوجهات الأكثر جذباً في دبي، بما يعزز حضورها السياحي عالمياً.
وعلى مستوى التعليم، أشار معالي عمر سلطان العلماء إلى خطط للعمل على تجارب اختبارية لتحسين المخرجات التعليمية باستخدام تطبيقات الميتافيرس في التعليم، حيث يعيش الطلبة الحاضر، كما يتعرفون على التاريخ وأحداثه ومحطاته من خلال بيئة تعليمية افتراضية غامرة، مشيراً إلى خطط موازية لتطوير مسرعات للميتافيرس في قطاعات التعليم تمكّن الرواد في هذا القطاع من اختبار ابتكاراتهم.
وتميزت جلسات اليوم الأول لملتقى دبي للميتافيرس بمشاركة أكثر من 20 ألف شخص من دولة الإمارات والعالم لحضور الجلسات الملتقى إلكترونياً وعبر تقنيات الميتافيرس في تجربة استثنائية.
استقطاب المواهب
أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن الإمارات وجهة مثالية لتطوير تقنيات الـ«ميتافيرس» واستقطاب المواهب في هذا المجال بدعم المبادرات الحكومية، والبنية التحتية المتطورة.
وأعلن معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى دبي للميتافيرس الذي بدأ فعالياته أمس، إطلاق مقر لوزارة الاقتصاد بدولة الإمارات في قطاع الميتافيرس الذي يوفر فرصاً لا محدودة في الواقع الافتراضي والعالم الرقمي.
وأشار معالي ابن طوق إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم السوق العالمي لصناعة الميتافيرس إلى 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 43.3%، مؤكداً أن دولة الإمارات لديها رؤية واضحة في هذا الاتجاه وتمتلك جميع المقومات التنافسية بما فيها البنية التحتية المتقدمة، والكوادر البشرية المبدعة في مجالات التكنولوجيا المتنوعة، لكي تصبح واحدة من بين أكبر 10 اقتصادات مساهمة في صناعة الميتافيرس وأن تكون مركزاً عالمياً رائداً للاستثمار في هذا النشاط المستقبلي.
وأوضح معاليه، أن النموذج الاقتصادي الجديد لدولة الإمارات، المبني على الابتكار والتعاون، يهدف إلى تمكين الكفاءات والمواهب والاستثمار في القدرات المستقبلية وتوفير التعليم في مجال الميتافيرس، بما يضمن ريادة مستدامة لدولة الإمارات وأن تصبح مركزاً لتطوير تقنيات وتطبيقات رائدة لشبكة الويب 3.0.