ذكر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، “أنني لا أعمل لأكون المرشح الموحّد لأغلبية المعارضة، هذا الأمر يحدث بشكل طبيعي وبالتالي الهم اليوم هو الوصول إلى إنتخابات رئاسة الجمهورية”، مشيرًا إلى أنّ “ليس هدفي صنع رئيس للجمهورية أيضا، والوضع الحالي يفرض علينا التواضع، ونحن لم نتمكن حتى الآن من جمع المعارض على مرشح واحد لمنصب رئاسة الجمهورية”.
ولفت، في حديث عبر قناة الـ”ال بي سي”، إلى أنّ “كلن يعني كلن أكبر خطأ في تاريخ لبنان والمنظومة الحاكمة في اخر عشر سنوات، هي حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل مع حلفائهم”، موضحًا أنّه “إذا أكثرية المعارضة تتوافق على إسمي لرئاسة الجمهورية فأنا جاهز للترشح ولتحضير برنامجي الانتخابي”.
ورأى جعجع، أنه “لو لم نذهب إلى إتفاق معراب، كان سيحدث أسوأ من هذا الإتفاق”، لافتًا إلى أنّ “في صلب وفي بداية اتفاق معراب كان هناك مشروع النقاط العشر وأنا قرأتها وصفّق ووافق رئيس الجمهورية ميشال عون عليها آنذاك فالأمور لم تكن بالفوضى بل على العكس”، موضحًا “أننا بأمس الحاجة إلى رئيس جمهورية جديد يبدأ بمسار جديد في البلد، وكسر الممارسة الحاصلة اليوم، وآخرها ما حصل في مناقشة موازنة 2022”.
وذكر أنه “الخلاف الأساسي مع العهد كان على المبادئ العامة طبعاً، وفي أول مقابلة للرئيس عون بعد أشهر عدة ذكر أن سلاح حزب الله أساسي، بعدها التقيت به في قصر بعبدا وسألته عن موقفه، فقال لي هول كلمتين لنسكّت حزب الله”، لافتًا إلى أنه “من المؤكد أننا لن نتحدث مع التيار الوطني الحر أو حزب الله أو حركة أمل بشأن الرئاسة، لأنهم هم من أوصلنا إلى هنا، لكن هناك 67 نائباً معارضاً لذلك علينا الاتفاق على رئيس لديه المواصفات المطلوبة”، مؤكدًا “أننا لسنا بحاجة لرجل “تكنوقراط” في رئاسة الجمهورية، فرئيس الجمهورية رجل سياسي ويجب أن يكون لديه موقفاً سياسياً واضحاً”، كما أكّد أن “أننا لسنا ضد وصول قائد الجيش جوزاف عون إلى رئاسة الجمهورية ولكن نفضل أن نصل إلى رئيس سياسي”.
وشدد جعجع، على “أننا إذا تلاقينا مع حزب الله على مواصفات رئاسة الجمهورية “كتّر خير الله” والتواصل السياسي معهم منقطع”، معتبرًا أنّ “حزب الله هو من استجرّ داعش إلى لبنان وشو الو شغل داعش في لبنان”، كما أوضح أنّ “حزب الله لأسباب عديدة، من عقيدته إلى خليفته ومشروعه السياسي، أشك في أنه قد يوافق على المواصفات التي وضعناها لرئاسة الجمهورية”. ورأى أنّ “حزب الله وداعش وجهان لعملة واحدة، وهو لم يحارب داعش بل دافع عن الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا”.
ولفت إلى أنّ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية و”بغض النظر عن العلاقة الشخصيّة وخطوط التواصل، يبقى من الفريق الآخر وهو لا ينكر هذا الأمر، وإذا وصل إلى رئاسة الجمهورية، على من سيتكل من الكتل غير الثنائي الشيعي؟”، كما أوضح أنّ “وجود الحكومة لا يختلف عن عدم وجودها وخاصةً إذا كانت مثل الحكومة الحالية إلا إن كانت حكومة جديّة، وحكومة تصريف الأعمال تتولى صلاحيّات رئيس الجمهورية في حال الفراغ”.
وأشار جعجع، إلى أنّ “أي رئيس لا ترتاح له السعودية لن تتعاون معه وهذا ما أبلغته لفرنسا وأميركا”، لافتًا غلى أنّ “الدول الخارجية مهتمة بالحد الأدنى في الموضوع اللبناني، ولماذا تهتم إذا لم تلمس إصلاحات ولا حركة بالإتجاه المطلوب؟”، كما ذكر أنّ “رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو المعرقل اليوم لأنه يريد حصة الأسد في التشكيلة الحكومية ويريد تعهداً في موضوع التعيينات”.
وشدد على أنّ “ما يجمعنا مع حزب الكتائب اللبنانية لا يجمعنا مع جهات اخرى، تخطينا خلافاتنا في السنوات القليلة الاخيرة. بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي، غابوا عن قداس شهداء المقاومة اللبنانية لاعتبارات خاصة بهم ولكن التواصل قائم بيننا”، بينما سأل “ماذا يجمعنا في الوقت الحاضر مع التيار الوطني الحر حتى ننسق معه في الانتخابات الرئاسية؟”.
وأكّد جعجع، ردًا على سؤال، “أنني لا أقبل بمقابلة تلفزيونية مع جبران باسيل، لأن المكتوب يُقرأ من عنوانه”، مشيرًا إلى أنه طالما أن “حزب الله” موجود، لا يكون أن تقوم الدولة”، معتبرًا أنّ أكثرية الشعب لا يريد الوجود المسلح لحزب الله، كما سأل “هل لأي دولة أن تقوم كما يجب وفيها فصيل أو حزب مسلح؟ يجب أن نقول لحزب الله هذا الكلام، والكلام ممكن أن يوصلنا إلى نتيجة، فقاضٍ واحد قال ما يجب قوله لحزب الله ليربكه ويقوم بكل ما يقوم به اليوم”.
وأعلن، ردًا على سؤال حول دعمه لحزب الله حال حصول حرب بشأن ترسيم الحدود البحرية، “أنني لا أدعمه لأن هذه مسؤولية الحكومة اللبنانية”، كما ذكر أنّ “موقف حزب الله في الترسيم غش وخداع، وبسببه تأخّر الإتفاق، واتفاق الترسيم ليس له أي علاقة بالتطبيع مع إسرائيل واعتقد بأنه أصبح قريب”.
ورأى أنّ “حزب الله جالس في المجلس النيابي وفي الحكومة وهو يتصرف من خارجهما، نحن بحاجة إلى بناء الدولة خطوة خطوة ومن يعارض بناء الدولة، سنواجهه”.