ليست كما تتخيل، جدائل لشعر فتاة شقراء ينسدل على كتفيها كخيوط الذهب تأسر الناظرين، إنما شيء أعظم من ذلك وأشد فتنة، وصورة من صور الإعجاز في الخلق، ارفع عينيك إلى السماء في مكان خال من التلوث الضوئي، سترى تلك النجوم والكواكب الساحرة التي دفعت العلماء إلى البحث والتقصي واكتشاف عالم من المعجزات المبهرة.
حتى أوائل التسعينيات كانت الكواكب الوحيدة المعروفة هي كواكب النظام الشمسي، لكن وجود تريليونات النجوم في الكون قد أكد احتمال أن تكون هناك المليارات من الكواكب في هذا الكون، وقد اكتشف العلماء أكثر من 400 كوكب يدور حول نجوم أخرى غير الشمس، وسميت هذه الكواكب بالكواكب الخارجية السيارة لأنها تقع خارج النظام الشمسي.
واكتشف أول كوكب خارجي سيار في 1992، وأثار اكتشافه ضجة علمية هائلة وبدأ خيال العلماء يذهب بعيدا وافترضوا وجود حياة وحضارة أخرى على كوكب آخر غير الأرض، لكن بشرط وجود الماء الذي هو عصب الحياة في أي مكان، وبدونه تهلك الكائنات الحية قال تعالى، “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.
ومن هنا ظهر إلى الوجود مصطلح “جدائل الذهب” الذي يعني أن كل كوكب سيار يدور حول نجمه أو شمسه بمسافة لا تكون قريبة فيتبخر الماء، ولا تكون نائية فيتجمد.
وأخيرا اكتشف العلماء كوكبا خارجيا فريدا من نوعه تبلغ كتلته نحو تسعة أضعاف كتلة الأرض، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد كوكب خارج المجموعة الشمسية بمدار يزيد على 100 يوم. يمر بنجم ساطع بما يكفي ليكون مرئيا بالعين المجردة، وتم اكتشافه عن طريق المصادفة، بينما كان الباحثون يستكشفون كوكبين آخرين في نظام نجمي قريب ومشرق.
ويقع الكوكب المكتشف ضمن كواكب جدائل الذهب، والمثير للدهشة أنها المرة الأولى التي يكتشف فيها العلماء كوكبا مكونا كليا من الماء، حيث تصل كتلة الماء فيه إلى 30 ضعف ما يحتويه كوكب الأرض، ورغم أن الماء يغطي 70 في المائة من سطح الكرة الأرضية، إلا أنه لا يشكل إلا 1 في المائة من كتلتها. وذكر تشارلز كادييه، طالب الدكتوراه في فيزياء الفضاء، أن ذلك الكوكب المكتشف “يشكل أفضل مرشح بين الكواكب الخارجية التي تحتوي على الماء، كي يكون الكوكب المحيط”، أي إنه يشكل مسطحا مائيا متصلا كأنه محيط هائل. وتتجه الأنظار إلى الكوكب الجديد للبحث عن أي نوع من أنواع الحياة فيه، وهل سيكون المكان الجديد لاستضافة البشر؟