وفي مقابل ذلك تؤكد الامانة انها في سباق مع الزمن لانهاء المشاريع الجارية واعداد نموذج للنقل العام، مشيرة أن المرحلة الثانية لتطوير الأحياء العشوائية بشرق جدة سيكون من أولوياتها تطوير شبكة الطرق لتحقيق النفاذية وانسيابية الحركة المرورية والتخفيف من حدة الاختناقات المرورية.
مرونة في مواعيد الحضور والانصراف
أوضح خبير ومستشار إدارة الكوارث والأزمات مساعد امين جدة سابقا، المهندس الدكتور علي بن محمد القحطاني أنه على الرغم من عدم اكتمال المخطط العام لشبكة الطرق في المدينة إلا أنها تؤدي دورا لا بأس به في انسيابية الحركة المرورية. واشار الى وجود مخطط عام جديد لشبكة الطرق يتلاءم مع المتغيرات الكبيرة التي ستحدث في المدينة ومن ابرزها مشاريع البنى التحتية التي تستغرق وقتا ليس بالقصير، ولذلك لابد من إيجاد حلول عاجلة وسريعة للتخفيف من وطأة هذا الازدحام.
ومن أهم الحلول التنسيق والتعاون البناء تحت مظلة إمارة المنطقة بين مختلف الجهات ذات العلاقة لتفتيت أوقات الذروة، بتنظيم أوقات حضور وانصراف مرنة، بحيث لا تتزامن في وقت واحد، وتنظيم سيارات الأجرة، وتطبيقات نقل الركاب، والحد من تجولهم في الطرق للبحث عن الركاب، والتوسع باستخدام الدراجات النارية فقط.
التوسع بالنقل العام وحافلات المدارس
دعا المهندس عبدالمجيد البطاطي، رئيس المجلس البلدي الاسبق بمحافظة جدة، الى التوسع بالنقل العام وجعل حافلات نقل الطلاب الزامية للمدارس والجامعات، مشيرا الى زيادة التعداد السكاني في المدينة، وتوافق أوقات الحضور والانصراف بين المدارس والموظفين.
وأشار البطاطي إلى أن أحد العوائق غلاء أجورالحافلات، بلا رقيب ولا حسيب، وعدم وجود نظام ملزم بإعطاء أولوية وخصومات النقل للمتقاعدين.
تغيير دوام الجامعات وانتهاء شبكة الطرق
اقترح عضو المجلس البلدي بمحافظة جدة، الدكتور حسن بصفر، اعتماد تغيير ساعات الدوام اليومي الرسمي للجامعات، ليبدأ من الساعة 9:00 صباحا خلال هذه الفترة التطويرية الإنشائية العمرانية لمدينة جدة أما الشركات وبعض الجهات الحكومية، يصبح الدوام من الساعة الثامنة والنصف، ليتوفر وقت لإيصال طلاب المدارس وبالتالي يخف ضغط المركبات على الطرق، ومن الحلول كذلك اعتماد الدراسة عن بعد، خصوصا في أحياء الشرق والشمال والجنوب التي يعاني سكانها الازدحام المروري في تنقلاتهم اليومية، كما دعا الى سرعة تنفيذ الدوام المرن الذي طبقته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وطالب بسرعة الانتهاء من مشاريع الخطوط الدائرية لمدينة جدة خلال الفترة المقبلة، وبالذات الدائري الشرقي الذي لازال متعثرا من 10 سنوات. وكذلك الحد من استخدام السيارات الخاصة، ومنع حركة الشاحنات داخل المدينة، والتقليل من حجم سيارات الأجرة والاعتماد على التطبيقات. وشدد على تجنب تركيز الخدمات في مناطق محددة، وتوزيعها على الأحياء وتشجيع الناس على استخدام وسائط النقل العام بدلًا من مركباتهم الخاصة، وتحسين البنية التحتية للشوارع و بناء الجسور وإلزام جميع المباني بإنشاء مواقف خاصة وعامة للسيارات.
الزحام يؤدي إلى القلق والتوتر اليومي
من جانبه قال المستشار النفسي والسلوكي عبده الأسمري إن الازدحام في الطرق يتسبب بمجموعة من الآثار النفسية على السائق، ومرافقيه منها القلق والتوتر اليومي ويصاحب ذلك نوع من «التوجس» و»الصراع» النفسي الداخلي المرتبط بتداعيات التأخير عن موعد أو العمل أو التخلف عن انجاز أمر ما إضافة الى اقتران الازدحام بضوضاء صوتية وتشوه بصري يجعل الإنسان، مهيئاً لسلبيات متعددة تسهم في ارتفاع وتيرة قلقه وتوتره وعصبيته. كما قد يؤدى هذا الوضع الى دخول بعض الحالات في عزلة مرضية وانتشار فوبيا الشوارع المزدحمة.
ودعا مختلف الجهات لتفهم حالة الازدحام مع ضرورة التحلي بالصبر وأن يكون لدى السائقين مناعة نفسية تعتمد على ثقافة استباقية، بمعرفة العواقب السيئة من الازدحام وآلية التكيف السلوكي والتأقلم النفسي مع العوائق وكيفية الحرص على ضبط النفس والبعد عن الشجار أو الصراخ لان الوضع عام على الجميع. ودعا الى وضع خطط استباقية للتأقلم مع الازدحام إضافة الى أهمية توزيع أدوار مهام القيادة بين أفراد المنزل ولا يمنع ايضا ان يقلل الشخص من المشاوير الهامشية وغير الضرورية.
توصيات لم تر النور منذ 14 عاما
أوصت دراسة أعدها الدكتور عبدالرحيم حمود الزهراني أستاذ هندسة النقل والمرور بجامعة الملك عبدالعزيز والدكتور عبدالعزيز عسيري مدير تخطيط النقل والمرور بأمانة محافظة جدة، قبل 14عاما، بحلول لازمة مرور جدة على المدى القصير تتمثل في تغيير المواقع الحرجة لبعض استخدامات الأراضي، وتسعير مواقف السيارات للمحاور المزدحمة، وتعزيز مبادرات القطاع الخاص، وحلول تشغيلية تتمثل في تحسينات هندسية طفيفة، وخطط للسلامة المرورية، وتحديث أجهزة التحكم المروري، وحلول تخطيطية قصيرة المدى تتمثل في رفع كفاءة بعض المحاور، ودراسة التأثيرات المرورية مع عمل تعداد يدوي وآلي ،لأحجام الحركة المرورية.
كما اقترحت الدراسة آنذاك، وضع حلول تخطيطية طويلة المدى تتمثل في مخطط نقل شامل للمحافظة، وتطوير خدمات وسائط النقل العام، وعلى الرغم من أن تلك الحلول والمقترحات أعدها متخصصون منذ ذلك الوقت، إلا أن معظمها لم تنفذ حتى اليوم.
أمانة جدة: تطوير الطرق و 30 مشروعا للجسور والأنفاق
أوضحت أمانة محافظة جدة، في ردها على استفسارات المدينة أنها تعمل على وضع الحلول المرورية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، كما تعتزم تنفيذ وطرح عدة مشاريع والقيام بدراسات مرورية لتخفيف حدة الاختناقات المرورية على الطرق والتقاطعات ومنها دراسة لتطوير وتحديث نموذج النقل والأدوات اللازمة لإعداد مخطط النقل الشامل التفصيلي لمدينة جدة، ويهدف المشروع إلى إعادة وتطوير وبناء نموذج تخطيط النقل الإستراتيجي الحالي متعدد الوسائط لمحافظة جدة والاستفادة منه في مختلف أنواع الدراسات للمشاريع التنموية الكبرى وفي تطوير وتقييم سيناريوهات وخطط شبكة الطرق ونظم نقل متعددة.
واشارت الى انجاز (30) مشروعاً للجسور والأنفاق خلال 11 عاما ساهمت بشكل كبير في تخفيف الازدحامات المرورية على شبكة الطرق، وجرى عمل دراسة لحي الحمدانية لفتح التقاطعات وتركيب إشارات ضوئية.
كما تم إعادة تصميم القطاع العرضي لطريق السامر وإلغاء أرصفة خطوط الخدمة بما يتوافق مع الأدلة والمعايير الفنية وتوسعة ساحة دوار تقاطع شارع السامر مع شارع الواحة و تركيب إشارة ضوئية في تقاطع امتداد شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز مع شارع السامر وربط طريق الخدمة لطريق الحرمين مع خط الخدمة لطريق الأمير محمد بن عبدالعزيز ويجرى العمل على دراسة عدة طرق في الأحياء المذكورة ومنها طريق السامر (من طريق الواحة الى طريق حسين السهواجي) و شرق طريق معاوية السلمي.
وشرق طريق الحرمين الموازي لطريق الشيخ عبدالعزيز بن باز وشرق طريق السامر بشارع عبدالله بن عطاء.
وسيتم عرض هذه الدراسات على اللجنة المرورية لاعتمادها حال الانتهاء منها. وأشارت الى ان المرحلة الثانية لتطوير الأحياء العشوائية بشرق جدة سيكون من أولوياتها تطوير شبكة الطرق لتحقيق النفاذية وانسيابية الحركة المرورية والتخفيف من حدة الاختناقات المرورية.
أبرز الحلول المقترحة لأزمة مرور جدة
– التنسيق العالي والتعاون البناء تحت مظلة إمارة المنطقة بين مختلف الجهات ذات العلاقة.
– تنظيم عمل سيارات الأجرة وتطبيقات نقل الركاب.
– استخدام الدراجات النارية في توصيل الطلبات والبيع أون لاين.
– وجود نقل عام، وترام يخدم حركة التنقل في المدينة.
– إلزامية استخدام النقل المدرسي.
– اعتماد تغيير ساعات الدوام اليومي الرسمي للجامعات والشركات وبعض الجهات الحكومية.
– اعتماد الدراسة عن بعد.
– تنفيذ الدوام المرن.
– الانتهاء من مشاريع الخطوط الدائرية.
– التقليل من حجم سيارات الأجرة والاعتماد على التطبيقات.
– توسيع الطرق الحالية وإنشاء طرق جديدة ومعالجة التقاطعات والجسور.
– تجنب تركيز الخدمات في مناطق محددة، وتوزيعها على الأحياء.
– تحسين اتساع الشوارع والبنية التحتية.