الشارقة: علاء الدين محمود
ارتبط الكثير من اللوحات الفنية العالمية بحكايات وأحداث عجيبة وغريبة في ما يتعلق بمشهد العمل نفسه، وكذلك بالدوافع التي جعلت الفنان يقوم بإنجاز اللوحة.
تعتبر لوحة «سيدة المطر»، التي رسمتها الفنانة الأوكرانية سيفيت لانا تيليبس، من الأعمال الفنية الغريبة، حيث اعتبرت من أكثر اللوحات غموضاً ورعباً، ولعل قصة رسم اللوحة زادت من غرابة العمل، إذ ذكرت الفنانة أن هناك شخصاً غريباً لا تعرفه دفعها نحو الرسم، وقالت: «قبل 6 أشهر من العمل على اللوحة، شعرت دائماً أن شخصاً ما كان يراقبني، كنت دائماً أُخرج مثل هذه الأفكار بعيداً، ثم، ذات يوم، كنت جالسةً أمام قماش فارغ وفكرت في ما يمكنني رسمه، فجأة رأيت ملامح المرأة بوضوح، وجهها وألوانها وظلالها، رأيت كل تفاصيل الصورة. بدأت في رسمها، كما لو أن شخصاً ما دفع يدي فوق الورقة وخلال 6 ساعات فقط تمكنت من الانتهاء من اللوحة».
رسمت اللوحة عام 1996، وتم عرضها في صالون فني يدعى «فينيتيسا»، وهو الموجود في مدينة كييف في أوكرانيا، وعلى الرغم من اللوحة بيعت عدة مرات، لكن في كل مرة كان من يشتريها يقوم بإعادتها بل ويتوسل في ذلك، إذ إن شيئاً غريباً يحدث حولها.
في المرة الأولى، قامت سيدة أعمال بشراء اللوحة، وهي امرأة تعيش وحيدة، وعلقت اللوحة على جدار غرفة نومها، ولكن بعد أسبوعين اتصلت تلك السيدة بالفنانة صاحبة العمل الفني في وقت متأخر من الليل وطلبت منها أن تستعيد لوحتها، مبررة ذلك بأنها مُنذ اشترتها وهي تشعر بأن أحداً ما يعيش معها.
بينما كان المشتري الثاني شاباً، طلب هو الآخر إعادة اللوحة، بعد وقت قصير من اقتنائها، دون أن يطالب بماله الذي دفعه ثمناً للوحة، إذ إنه قد شكا من أن حلماً ظل يطارده، تظهر فيه السيدة الموجودة في اللوحة، وقال ذلك الرجل للفنانة: «لقد بدأت أشعر بالجنون».
وعلى الرغم من أن المشتري الثالث كان على علم بالشائعات التي ظلت تحوم حول اللوحة، إلا أنه أصر على اقتنائها مبرراً ذلك بأن وجه السيدة جميل ولطيف جداً، غير أنه عدل عن موقفه ذلك فقام بإعادة اللوحة بعد أن شعر بأشياء غريبة بعد التعمق في النظر إليها، وقال عن اللوحة: «في البداية لم ألحظ عيونها البيضاء، لكن عندما رأيتها بدأت تظهر لي في كل مكان، لقد أصابني صُداع غير معقول بدأ يؤذيني، حتى أنني لم أستطع الوقوف».