واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الهندي، بحضور عدد من مسؤولي البلدين، حيث أعرب عن اعتزاز مصر بالروابط التاريخية الوثيقة التي تجمعها بالهند، وحرصها على تعزيز مجالات التعاون الثنائي، خاصة العسكرية والدفاعية، والتطلع لتفعيل الشراكة بين البلدين بما يتناسب مع إمكاناتهما في كافة المجالات.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، شهد اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين القاهرة ونيودلهي، خاصة ما يتعلق بالتعاون في التصنيع المشترك ونقل وتوطين التكنولوجيا، بهدف استغلال الإمكانات والبنية التحتية المتاحة لدى البلدين، فضلاً عن التعاون في مجال التدريب والتأهيل والتدريبات المشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الهندي اهتمام بلاده بتعميق العلاقات التاريخية في ظل الطفرة التنموية الشاملة التي تشهدها مصر مؤخرًا، فضلاً عن الدور المصري المحوري والحاسم في مكافحة وقهر خطر الإرهاب الأمر الذي ألقى بظلال الأمن والاستقرار في مصر وعلى الأمن الإقليمي بأسره.
مراسم استقبال رسمية
وفي خضم الزيارة، أجريت لوزير الدفاع الهندي مراسم استقبال رسمية بمقر وزارة الدفاع المصرية، حيث جرى استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطني لكلا البلدين.
وأكد وزير الدفاع المصري والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمـد زكي، اعتزازه بعلاقات الشراكة التي تربط القوات المسلحة المصرية والهندية في مختلف المجالات العسكرية، والعمل على زيادة أواصر التعاون بمختلف المجالات العسكرية.
ووقع وزيرا دفاع مصر والهند على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري تضمنت أهم الأنشطة، التي تسعى القوات المسلحة للبلدين لتدعيمها خلال المرحلة المقبلة، دون الكشف عن تفاصيلها.
وسبق أن استضافت مصر عام 2018، الاجتماع الثاني لمجموعة العمل المشتركة بين القاهرة ونيودلهي لمكافحة الإرهاب الدولي، حيث استعرض المشاركون المخاطر الإرهابية التي يتعرض لها البلدان.
سياسة نشطة
من جانبه، قال الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن، إنه “ربما على مدار قرن كامل، لم تنتهج مصر سياسة إيجابية نشطة ذات نطاق إقليمي وعالمي في آن واحد، مثلما تنخرط الآن في مختلف القضايا الدولية والإقليمية، حيث خرجت القاهرة بسياساتها الخارجية من حيز الدوائر التقليدية إلى دوائر جديدة كلياً، ولعل تطور العلاقات المصرية الهندية حالياً، مثالاً على نتائج تلك الانطلاقة غير التقليدية تجاه العالم ومختلف أقاليمه”.
من الناحية الأمنية والدفاعية، يوضح حسن، في حديث خاص مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن “هناك زيادة مطردة في مستوى الشراكة والتنسيق، ففي سبتمبر من العام الماضي نفذت القوات البحرية والهندية مناورات مشتركة في البحر المتوسط، وفي نوفمبر من العام الماضي أيضاً نفذت القوات الجوية المصرية والهندية مناورات مشتركة للتدريب على أساليب القتال الجوي الحديث والتزود بالوقود والدفاع عن الأهداف الحيوية في تناغم، كما زار قائد القوات الجوية الهندية مصر في نفس توقيت إجراء المناورات الجوية”.
وأشار إلى أنه يمكن اعتبار الزيارة الأخيرة التي يجريها وزير الدفاع الهندي لمصر ولقاءه بالرئيس السيسي، بأنها “تعزيز لمسار الشراكة الدفاعية المتنامية بين البلدين، على مستوى التصنيع المشترك للأسلحة وخاصة الطائرات والذخائر المتنوعة، وتبادل الخبرات الأمنية والعسكرية وبحث توطين الصناعات الدفاعية بوجه عام، ولا سيما وأن البلدين لديهما خبرات كثيرة في هذا الصدد”.
ووفق الباحث في السياسات الدفاعية، “تنظر الهند بعين الاحترام للطفرة التنموية الشاملة التي يجريها الرئيس السيسي لمختلف مرافق وأصول الدولة، والانتصار المصري على الظاهرة الإرهابية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار ليس في مصر فحسب، ولكن ألقي بظلاله أيضاً على منظومة الأمن الإقليمي”.
وقد تتوج الشراكة الدفاعية في مجال التصنيع، بإنتاج مصري هندي مشترك لمقاتلات “تيجاس” التكتيكية الخفيفة، وطائرات الهيلكوبتر القتالية الخفيفة، لتكون مصر مركز إنتاج وتصدير هذه المقاتلات والمروحيات في إفريقيا والشرق الأوسط بعد توطين تكنولوجيا تصنيعها.