كتب – رامي محمود:
استمعت الدائرة الرابعة في محكمة جنايات الزقازيق اليوم الاثنين، لمرافعات النيابة العامة ودفاع المتهم، خلال ثالث جلسات محاكمة إسلام محمد فتحي، المتهم بقتل الطالبة سلمى بهجت المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة الشرقية”.
وقررت هيئة المحكمة برئاسة المستشار محمد عبد الكريم وعضوية المستشار الدكتور مصطفى بلاسي، الرئيس بالمحكمة، والمستشار أحمد سمير سليم، وأمانة سر محمد فاروق وأحمد غريب، إعلان قرارها بشأن المتهم بعد المداولة.
وخلال الجلسة التمس دفاع المتهم بقتل سلمى بهجت من هيئة المحكمة عرض المتهم على وتقرير مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في العباسية وتقرير الاستشاري النفسي المقدم اليوم على اللجنة العليا للطب النفسي الشرعي وخبراء مستشفى الصحة النفسية لمناقشة تلك التقارير وإعادة فحص المتهم وإبداء الرأي الصحيح.
كما تقدم المحامي بحافظة مستندات تحوي التقرير الجديد المقدم للمحكمة والتمس كطلب احتياطي تحويل الاتهام من قتل عمد إلى ضرب أفضى إلى موت.
وخلال مرافعته طعن الدفاع على التقرير الوارد من مصلحة الطب النفسي الشرعي في العباسية، لعدم استناد التقرير، والذي أورد أن المتهم مسئول عن أفعاله قبل ووقت ارتكاب الجريمة، على سبب فني بل نموذج يقول فيه مستشفى الصحة النفسية أن المتهم سليم البنية ويتحدث بحرية وينتهي إلى المسئولية.
كما أكد دفاع المتهم بقتل سلمى بهجت أن هناك خطأ فني جسيم، إذ أن التقرير أودع في المحكمة قبل مضي شهر على عرض المتهم على المستشفى.
وأضاف: لم يتناول التقرير أو يناقش أي مقولة للطبيب الذي أدلى بشهادته خلال الجلسة الماضية والذي ذكر أن حالة المتهم مصابة بمرض “الذهان” وكذلك تقرير المستشفى الذي أودع به المتهم عام 2019.
وخلال المرافعة أكد ممثل النيابة العامة أن المتهم بدأ في التفكير والتخطيط لارتكاب جريمته خلال إجازة منتصف العام الدراسي (2021/2022)، وذلك بعدما تواصل مع المجني عليها هاتفيًا، وقالت له نصًا “زهقت ومش عايزاك”.
وأضافت النيابة أنه طوال التحقيقات أقر المتهم بارتكاب الجريمة وقال نصًا “أول ما شوفتها على سلم العمارة وقفت أدامي مصدومة، طلعت السكينة ونزلت عليها بأكثر من طعنة، وأنا عارف مواضع قتلها أنا ضربتها في كتفها وجنبها وبطنها وقلبها”.
وفجر ممثل النيابة مفاجأة بشأن شهادة صديقة المجني عليها خلال تحقيقات النيابة العامة إذ أقرت الشاهدة أن المتهم ظل يردد موتي يا فاجرة خلال ارتكابه الجريمة بسلم العقار الكائن به الجريدة التي تتلقى بها تدريباتها.
وأشار إلى أن والدة المتهم أكدت خلال التحقيقات أن ابنها تواصل معها هاتفيًا عقب ارتكاب الجريمة ليخبرها بفعلته.
وجاء في مرافعة النيابة العامة أن “المتهم ملحد ويسيطر حب التملك والاستحواذ حتى سيطر الشيطان عليه وهيأ له خيالات وهمية”.
وأوضح ممثل النيابة أن المتهم كان ينتوي تنفيذ جريمته يوم 29 من شهر يونيو الماضي وهو موعد مناقشة المجني عليها مشروع التخرج الخاص بها.
في ذلك اليوم استل المتهم “مطواة” وكان ينتوي تنفيذ جريمته داخل الحرم الجامعي على غرار جريمة قتل نيرة أشرف وأخذ يبحث عنها في كل مكان في الجامعة إلا أنه علم وجود المجني عليها برفقة والدها.
وفي ذلك اليوم فشل في تنفيذ مخططه وتواصل مع والده هاتفيًا وطلب منه الحضور لطلب خطبة المجني عليها من والدها الموجود في الجامعة.
ووفقًا لمرافعة النيابة العامة أمام الدائرة الرابعة لمحكمة جنايات الزقازيق فإن المتهم صرخ في والده قائلًا: “تعالوا يا هقتلها”
وجاء في مرافعة النيابة: المتهم تعاطف مع قاتل نيرة أشرف وشبه نفسه به، وتشجع لتنفيذ جريمته بقتل سلمى بهجت، بسبب تعاطف البعض مع قاتل نيرة أشرف وتداول معلومات خاطئة دون انتظار بيانات النيابة في تلك الواقعة.
المتهم بدأ يحذر المجني عليها أن تنال جزاء فتاة المنصورة حال ابتعادها عنه وظل يتتبعها لتنفيذ مخططه.
وأضافت مرافعة النيابة العامة أن “المتهم شاب ساخط على مستوى معيشته وغير راض عن أسرته وسعى لجذب الناس من حوله للظهور والاختلاف، ووجد نفسه مع أصدقاء السوء وقرأ في الأفكار الشاذة والمعتقدات الضالة، وهي معتقدات غريبة عن مجتمعنا وأفكار تدعو أن النفس البشرية لا قيمة”.
وقالت مرافعة النيابة العامة أمام محكمة جنايات الزقازيق إن المتهم سيطرت عليه أفكارًا تشاؤمية متمردة، واتخذ من الإلحاد مسكنًا”.
وفي السياق ورد تقرير مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية بشأن المتهم بقتل سلمى بهجت المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة الشرقية”، حول مدى قدرة المتهم على اتخاذ قرارات ومسئوليته عنها وسلامة قواه العقلية.
وأكد التقرير أنه لا يوجد لديه في الوقت الحالي ولا وقت الواقعة محل الاتهام أي أعراض تدل على وجود اضطراب نفسي وعقلي، ولا ينقصه الإدراك، والاختيار وسلامة قواه العقلية ويستطيع التمييز، والحكم الصائب للأمور ومعرفة الخطأ والصواب ما يجعله مسئولا عن الاتهام المنسوب إليه.
كانت هيئة المحكمة قد قررت خلال ثاني جلسات المحاكمة بإيداع المتهم مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية لبيان مدى سلامة قواه العقلية بعد شهادة أحد الأطباء النفسيين بمعاناة المتهم خلال فترة سابقة من إصابته باضطراب عقلي “ذهان” وحجزه بإحدى المصحات النفسية لمدة لا تتجاوز 10 أيام.
وقال الطبيب في شهادته إن المتهم مصاب بمرض الذهان وما يزال يعاني من آثاره بعد دخوله للعلاج بالمصحة عام ٢٠١٩ وخروجه بعد 10 أيام من احتجازه بناء على رغبة والده.
وأضاف الطبيب أن مرض الذهان أحد الاضطرابات العقلية التي تصيب المريض وفي حالة احتداده من الممكن ان يؤذي المريض نفسه.
واكد الطبيب في شهادته أنه لا يستطيع الوقوف على تفاصيل حالة المتهم بقتل سلمى بهجت كونة ليس الطبيب المعالج له نظرا لوفاة الطبيب الذي كان يشرف على حالته.
وكان المتهم قد اعترف خلال الجلسة الأولى أمام هيئة المحكمة بارتكابه واقعة قتل زميلته الطالبة سلمى قائلا: “أيوة يافندم كنت بحبها وتخلصت منها”.
وشكك دفاع المتهم في سلامة قواه العقلية مطالبًا هيئة المحكمة بعرضه على مستشفى الأمراض النفسية لتحديد سلامة قواه وظروف ارتكابه للجريمة وهو ما استجابت له المحكمة خلال انعقاد ثاني جلسات نظر الواقعة.
وتعود أحداث القضية رقم 7730 لسنة 2022 جنايات قسم أول الزقازيق، ليوم 8 أغسطس، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا من شرطة النجدة، بمقتل فتاة بمدخل عقار سكنى دائرة قسم أول الزقازيق، وتبين مقتل الطالبة ” سلمى بهجت” على يد زميلها بالجامعة، وجرى ضبط المتهم وإحالته للنيابة العامة، وقرر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام إحالته محبوسا إلى محكمة الجنايات المختصة وحددت محكمة استئناف المنصورة أولى جلسات محاكمته.
وجاء في أمر الإحالة أن النيابة العامة أحالت المتهم “إسلام محمد فتحي مصطفى طرطور” لأنه في يوم 8 أغسطس قتل المجني عليها “سلمى بهجت محمد محمود”، عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها لعزوفها عن الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مخططا لقتلها تقصى فيه ميقات ترددها على العقار محل الواقعة واعد لهذا الغرض سلاحا أبيض سكين وكمن مستترا بإحدى زوايا مدخل ذلك العقار متربصا لها وما أن أظفر بها حتى انهال عليها كعنا قاصدا ازهاق روحها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي اودت بحياتها على النحو المبين بالتحقيقات.
ورد بأمر الإحالة أن المتهم أحرز سلاحا أبيض سكين بغير مسوغ قانوني على النحو المبين بالتحقيقات،
وأمرت النيابة العامة،بإحالة القضية إلى محكمة جنايات الزقازيق المختصة بدائرة محكمة استئناف المنصورة لمعاقبة المتهم طبقا لأمر الإحالة وقائمة أدلة الثبوت المرفقين مع استمرار حبس المتهم على ذمة المحاكمة الجنائية.
وجاء في أقوال الشاهدة الأولى فى القضية، والتى تربطها علاقة صداقة بالمجني عليها لسبق قيامها بالتدريب سويا بالجريدة الكائنة بالعقار محل الجريمة وأنها على علم بوجود علاقة عاطفية بين المجني عليها والمتهم وبتاريخ سابق على الواقعة هاتفتها المجني عليها لمرورها بضائقة نفسية فطلبت منها الحضور إليه للتحدث معها وإخراجها من تلك الحالة فوافقت على ذلك، وسبق وأن تواصل معها المتهم للإطمئنان على المجني عليها بعد ان فشل في تواصله المباشر معها.
وفي اليوم السابق على الواقعة فوجئت بتواصل المتهم معها مدعيا اطمئنانه على المجني عليها فأخبرته بحضور الأخيرة إليها بالجريدة محل تدريبها يوم الواقعة، وقبل حدوث الواقعة هاتفتها المجني عليها وأخبرتها بحضورها على السلم الخاص بالعقار الذي شهد الواقعة وطلبت منها النزول لها ومقابلتها عليه وحال نزولها لمقابلتها شاهدت المتهم ممسكا بسلاح أبيض “سكين” معتديا به على المجني عليها مسددا لها عدة طعنات بجسدها ما أثار رعبها وقامت بالصراخ والصعود للجريدة للاستغاثة.