بعد صدمة العام الماضي… قطاع الشباب يضاعف الاعداد

بقلم ايلي الحلو

فجأةً في صيف العام السابق، بعد اقل من عامين على اندلاع ثورة ١٧ تشرين الملوّنة ومرور سنة وشهر على تفجير مرفأ بيروت وفي عزّ ازمة المحروقات التي افتعلها آنذاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بموازاة تلاعبه بسعر صرف الدولار، وبعدما اعتقد اركان المنظومة ان التيار الوطني الحر انتهى وأفل نجمه، ضجّت مواقع التواصل الالكتروني بفيديو وصور رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اثناء دخوله الى المخيم الصيفي لقطاع الشباب في التيار الوطني الحر حيث احتشد الاف الشباب في بشتودار بشكل صدم الاعداء وفاجأ حتى اهل البيت.

كان وقع الصدمة شديدا وأمكن رصده بسهولة من خلال حجم التفاعل الذي تفاوت بين السلبية المطلقة والايجابية المطلقة.

اخذ العونيون نفسًا جديداً واطمئنوا مرة اخرى الى ان التيار بخير وان الحرب مع المنظومة مستمرة بذات الزخم والحملات المستمرة لسنتين متواصلتين تحطمت تحت اقدام المناضلين وعزيمتهم.

اما ازلام المنظومة فاكتشفوا ان اغتيالاتهم السياسية وتنمرهم وقلة أدبهم لم تثمر سوى السراب وما اعتقادهم انهم تسيّدوا المشهد وقضوا على الحالة العونية الا وهمٍ، فانهالوا بالشتائم والتجريح والتحقير وأفرغوا ما بداخلهم من حقدٍ ويأس ازداد اضعافاً نتيحة صور باسيل محاطاً بالاف الشباب من طلاب الجامعات والمدارس.

استنهض قطاع الشباب في التيار الوطني الحر نفسه بقيادة المناضل ايلي ابي رعد، وبرهن للجميع ان التيار قادر لا فقط على الصمود والاستنهاض لو مهما جارت الايام والظروف، انما ايضاً مازال قادراً على التجدد بشكل مستمر ومازال يستقطب بالآلاف الفئات الشابة من كافة الاعمار والتوجهات والمناطق.

وما الصدمة التي ظهرت في المخيم الصيفي سوا سياق طبيعي لفريق عملٍ متسلح بالايمان والكفاءة والتنظيم وحب الوطن بقيادة ابي رعد الذي اعاد الزخم السياسي للنشاط الطالبي فقاد عشرات التظاهرات الشبابية دعماً لعملية مكافحة الفساد وللقضاء الجريء وكان رأس حربةٍ في التصدي لمحاولات المنظومة طمس التحقيقات في الجرائم المالية المرتكبة من قبل رياض سلامة واعوانه في القطاع المالي، وكانت معمودية نضال قطاع الشباب خلال تعرّض منتسبيه للملاحقات القضائية والاعتقالات السياسية التي ذكّرت اللبنانيين باحداث ٧ آب المشؤومة وبممارسات نظام الوصاية.

اليوم وبعدما ترك بصمته خلال الانتخابات، يستكمل قطاع الشباب ازدهاره وينظم مخيمه الصيفي السنوي في سمار جبيل لمدّة ثلاثة ايام حيث تضاعفت المشاركة عن العام الماضي من دون الحاجة الى بذل جهدٍ تسويقي والى درجة بدء المنظمين التردد في قبول المزيد من المشاركين، بعدما لمس الشباب والاهالي اهمية القيم والمبادئ والقضايا الوطنية التي يتربى عليها ابناء التيار الوطني الحر.

مرة جديدة، يلقن شباب التيار درساً في الوطنية والسياسة الى من يرى في الشباب مجرد وقودٍ لحروبه ورهاناته الخاسرة والى من يعتقد انه بالشعبوية والطائفية والاحقاد قادر على دغدغة مشاعر اليافعين والى من يرى في المال وسيلة لاغراء مستقبل الوطن.

فها ان شباب الوطن يلتحقون بالتيار الوطني الحر من دون اغراءاتٍ مالية ومن دون نعرات طائفية او تحريكٍ للغرائز والعنتريات، بل العكس تماماً فمن ينتسب للتيار فهو ينتسب لمسارٍ نضاليٍّ مكلف يتلاقى فيه مع اخوته في الوطن من كافة المناطق والطوائف ويتفاعل ويتكاتف معهم في مواجهة منظومة الفساد والإفقار والاجرام.