ونشر إبراهيم عبده، الطبيب بمستشفى سرطان الأطفال، الفيديو عبر حسابه على فيسبوك، وكتب قائلا: “الزمان: الساعة 2 فجرا، المكان: رعاية مستشفى 57357، كنت بمر في المستشفى ولقيت عمر محمد ممرض في الرعاية قاعد جنب طفلة بيحاول ينيمها وبيطبطب عليها عشان تنام”.
وتابع الطبيب المصري: “أكثر من نص ساعة وأنا بتفرج على المنظر ده وأنا بره الأوضة وهو مش واخد باله إني شايفه.. ربنا يكرمك يا عمر ويبارك في كل تمريض 57”.
والممرض الذي ظهر في الفيديو هو عمر محمد، الذي قرر في منتصف عام 2020، وهو في بداية العشرين من عمره، العمل في إحدى المستشفيات الكبرى في مصر المتخصصة بعلاج سرطان الأطفال، رغبة منه في مساعدة الصغار وتقديم يد العون لهم.
وانتشر الفيديو بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط ثناء المتابعين على موقف الممرض الذي جلس مساندا للطفلة الوحيدة في المستشفى، بعد منع والديها من التواجد في الرعاية المركزة.
ووصف محمد في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” ما قام به بأنه “طبيعي ومنتظر من أي ممرض عندما يجد أمامه طفلة مريضة وتحتاج ليد العون والمساندة. فدور التمريض هو تهوين الألم على المريض والتخفيف عنه”.
وقال عمر: “لم أكن أعلم أن الدكتور إبراهيم يقوم بتصويري من الخارج، ففي تلك الأثناء كانت الطفلة مفصولة عن جهاز التنفس، وكنت قد انتهيت من جميع علاجات الحالة وجلسات تحسّن الصدر”.
وأشار الممرض إلى أن الطفلة جاءت إلى المستشفى قبل 4 أيام فقط إثر إصابتها بضيق شديد في التنفس، منوها: “خلال تلك المدة تم مساعدتها، وعلى مدار الساعات الماضية بدأت صحتها تتحسن تدريجيا، حتى تم نقلها لجهاز التنفس الصناعي، ومن بعده استخدمت قناع الأوكسجين”.
وتابع: “بعد ذلك حاولت خفض نسبة الأوكسجين التي تصل إليها، لكي يتم الاعتماد على نفسها، والآن حالتها مستقرة ويتم متابعتها بعناية من الطبيب المختص بالرعاية”.
وأوضح عمر أن “الطفلة طلبت مني أن أجلس بجوارها على السرير، وهذا ممنوع، ولكنني أخذتها في حضني على الكرسي حتى بدأت في النعاس، وقمت بنقلها للسرير، والمكوث بجوارها لمتابعة حالتها الصحية وتنفسها”.
واستطرد: “عندما نامت الطفلة وقمت لأطفئ الأنوار فوجئت بالمدير والمشرفين قادمين لكي يشكروني على ما قمت به، وبعد ذلك عرفت من الزملاء أن الدكتور إبراهيم كان يصورني من الخارج، وتوقعت أن يقوموا بنشر الفيديو على المجموعات الخاصة بالمستشفى فقط. حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي كنت قررت غلقها لفترة، ولكني وأنا في طريقي لقضاء الإجازة وجدت العديد من الاتصالات التي تشير إلى أن الجميع يدعوا لي بسبب الفيديو. فرحت للغاية من ردود أفعال المتابعين”.
وعن الفيديو وما أحدثه من ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي قال عمر: “لم أتوقع تلك الضجة الكبيرة التي أحدثها الفيديو، ولكنني يجب أن أؤكد أن هذا هو الطبيعي من جميع أسرة التمريض في المستشفى”.