لم يوضح جرادة في بيانه ما إذا كان ينوي فعلاً ترحيل السوريين إلى بلد ثالث، هو الذي قال بعد التسريب لقناة “الجديد” بأن اللاجئين السوريين يكثرون من الولادات بهدف الحصول على مساعدات إنسانية أكثر، وهو ما يتسبب بتغيير ديموغرافي في لبنان، أي السردية الشعبوية نفسها التي يستعملها اليمين اللبناني للتحريض على اللاجئين.
|
النائب جرادة الذي وجد العديد من اللبنانيين الداعمين لمشروعه، والمنادين بإعادة السوريين إلى بلاده على الرغم من عدم وجود بيئة مناسبة لذلك، عدّد مزايا الشعب السوري، في محاولة لنفي صفة العنصرية عن نفسه. تغنى بإنجازات هذا الشعب، والقيمة المضافة التي قدمها إلى الحضارة الإنسانية داعياً إياه للعودة والمساهمة في إعادة إعمار بلده. وهو وإن اعترف في بيانه بأن السوريين يشكلون مورداً بشرياً مهماً لأي مجتمع صناعي منتج، فقد عبّر صراحة عن عدم حاجة لبنان إليهم.
|
وفي حين أقر النائب جرادة أن اللاجئين السوريين يتعرضون للمتاجرة بقضيتهم ويعانون ما يعانونه في بلاد اللجوء، وبينما دعا لتنظيم هذا الوجود على الأراضي اللبنانية، ختم بيانه بأن اللبنانيين على الرغم من كل الحروب التي مرت عليهم، لم يغادروا لبنان أبداً كلاجئين، إلا لأسابيع قليلة في إشارة للجوء اللبنانيين إلى سوريا خلال حرب تموز 2006، متناسياً ملايين المغتربين/المنتشرين والأصح اللاجئين في كل بقاع العالم هرباً من الحرب الأهلية التي انتهت العام 1990 أو هرباً من الأزمة الاقتصادية التي بدأت العام 2019 وما زالت مستمرة.
لم يكن بيان جرادة موفقاً بتاتاً، فهو اعترض على التسريب وعلى الشخص الذي سرب اجتماعاً يفترض أن يكون بالأمانات، من دون أن ينفي مضمون التسريب، بل قام من خلال بيانه بتأكيد هذا المضمون ولو بطريقة ربما رآها هو دبلوماسية… كالحديث عن “الشعب السوري” كرزمة بشرية واحدة، ولو في معرض المديح.