يرصد بسماء مصر و الوطن العربى اليوم الجمعة 14 أكتوبر 2022 قبل منتصف الليل ببضعة ساعات ولبقية الليل اقتران القمر الأحدب المتناقص بكوكب المريخ حيث سيفصل بينهما حوالى 3 درجات فى ظاهرة ستشاهد بالعين المجردة.
إن مراقبة لمعان المريخ أسبوعيا فى غاية الأهمية لرصد كيف سيتغير بشكل كبير من الان وحتى يوم التقابل فى شهر ديسمبر المقبل، فهذه التغيرات الدراماتيكية فى سطوع المريخ (ولونه الأحمر) هى سبب تسمية القدماء لهذا الكوكب باسم إله الحرب، ففى بعض الأحيان يستريح إله الحرب وأحيانًا يصبح عنيفًا، هذه التغييرات هى جزء من سبب روعة مشاهدة المريخ فى سماء الليل.
لفهم سبب اختلاف سطوع المريخ كثيرًا فى سماء الأرض، يجب أن ندرك أن المريخ ليس كوكبا كبيرًا جدًا حيث يبلغ قطره 6,790 كيلومتر فقط، مما يجعله يزيد قليلاً عن نصف حجم الأرض ( 12,750 كيلومترا من حيث القطر).
ضع فى اعتبارك ان كوكب المريخ على عكس كوكب المشترى، أكبر كوكب فى نظامنا الشمسي. يبلغ قطر كوكب المشترى 140 ألف كيلومتر، يمكن اصطفاف أكثر من 20 كوكبًا بحجم كوكب المريخ جنبًا إلى جنب أمام كوكب المشتري، لذلك يبدو كوكب المشترى دائمًا ساطعًا، لأنه كبير جدًا، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للمريخ الصغير الذى يرتبط لمعانه بقربه أو بعده من الأرض.
يدور المريخ حول الشمس خارج مدار الأرض وتتغير المسافة بين الأرض والمريخ، ففى بعض الأحيان تكون الأرض والمريخ على نفس الجانب من النظام الشمسى وقريبين من بعضهما البعض، وفى بعض الأحيان، كما كان الحال فى معظم عام 2021، كان المريخ والأرض على جانبين متقابلين تقريبًا من الشمس من بعضهما البعض، وبالتالى ظهر المريخ خافتا.
إن السبب فى ان الكوكب الأحمر ساطعًا فى بعض الأحيان، لأن الأرض تستغرق عامًا لتدور حول الشمس مرة واحدة، ويستغرق المريخ حوالى عامين للدوران مرة واحدة، يحدث تقابل المريخ – عندما تمر الأرض بين المريخ والشمس – كل عامين و 50 يومًا.
لذا فإن سطوع المريخ يتضاءل ويزداد فى السماء كل عامين تقريبًا، لكن هذه ليست الدورة الوحيدة للمريخ التى تؤثر على سطوعه، فهناك أيضًا دورة مدتها 15 عامًا من حالات التقابل الساطعة والخافتة.
لقد كان تقابل عام 2018 عامًا خاصًا جدًا للمريخ بسبب تلك الدورة البالغه 15 عامًا، عندما كان الكوكب أكثر إشراقًا مما كان عليه منذ عام 2003، الذى أطلق عليه علماء الفلك تقابل المريخ الحضيضي، بعبارة أخرى، فى عام 2018، مرت الكرة الأرضية بين المريخ والشمس – مما جعل المريخ فى حالة تقابل فى السماء – وفى نفس الوقت تقريبًا كان المريخ اقرب ما يكون من الشمس.
لذلك، فى السنوات التى نمر فيها بين المريخ والشمس، و كون المريخ أيضًا أقرب إلى الشمس، تكون الأرض والمريخ كذلك أقرب.
لقد كان تقابل المريخ الحضيضى السابق فى عام 2003، وكان الكوكب الأحمر على مسافة 55.7 مليون كيلومتر من الأرض، وهو أقرب من أى وقت مضى منذ ما يقرب من 60 ألف عام، وفى تقابل 2020، كان لا يزال مشرقًا للغاية لكن لم يكن مشرقاً كما كان فى 2018 أو 2003.
موعد تقابل المريخ القادم حيث سيظهر فيها الكوكب فى ذروة لمعانه خلال عامين فى السماء سيكون فى النصف الثانى هذا العام 2022.