تعرضت قرى في محافظة أربيل لقصف مدفعي إيراني السبت. وقال مدير ناحية سيدكان، إحسان جلبي إن “المدفعية الإيرانية قصفت مناطق جبلية في منطقتي بربزين وهورني وكذلك أطراف قرى هورنا وبن بريز ودرهول وبن رشكين”.
وأضاف جلبي في تصريح لـ”الحرة” أن بعض “القذائف سقطت في بساتين ومزارع المواطنين”، مشيرا إلى عدم وجود خسائر بشرية حتى وقت إدلائه بهذا التصريح.
وأوضح جلبي أن طهران تقصف هذه المناطق الحدودية “تحت عذر وجود عناصر مسلحة من الأحزاب الإيرانية المعارضة”.
ويرجح الباحث السياسي، سامان نوح، أن هذه الضربات الإيرانية الأخيرة تأتي في سياق “ملاحقة المعارضة الإيرانية من الأكراد، خاصة في ظل ما يحصل في الداخل الإيراني من تظاهرات واحتجاجات بسبب حادثة وفاة شابة إيرانية كردية”.
ويرى نوح في حديث لموقع “الحرة” أن “طهران تعتقد أن هذه المعارضة الكردية الموجودة في أربيل لديها أذرع تحركها في الداخل الإيراني لتأجيج التظاهرات”.
وتظاهر مئات، السبت، أمام مكتب الأمم المتحدة في أربيل، احتجاجا على تفشي القمع في إيران، رافعين صور مهسا أميني، التي توفيت بعد 3 أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق.
وأكد نوح أن الأحزاب التي تتزعم السلطة في كردستان العراق تتعامل بـ”صمت” تجاه الضربات الإيرانية، وهم لا يملكون “أوراق ضغط” سوى مطالبة الحكومة الاتحادية في بغداد بإصدار “بيانات تندد” بالهجمات أو قد تطلب نشر بعض القوات على الحدود.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن الحرس الثوري شن هجوما بالمدفعية على قواعد لمسلحين إيرانيين معارضين في إقليم كردستان، السبت، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وتتهم طهران معارضين إيرانيين أكرادا مسلحين بالضلوع في الاضطرابات الجارية في البلاد، لا سيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم أكراد إيران الذين يصل عددهم إلى عشرة ملايين.
وقال معن الجبوري، وهو مستشار سابق في وزارة الدفاع العراقية، إن كلا الطرفين “طهران والمعارضة الإيرانية في أربيل يستغلان حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة لتحقيق أهدافهم”.
وأشار في رد على استفسارات “الحرة” إلى أن موقف الحكومة الاتحادية للرد على هذه الهجمات “مقيد نسبيا”، وذلك بسبب “العلاقات بين بغداد وكردستان”، إذ إن الإقليم يتمتع بامتيازات ولديه قوات عسكرية متعددة تابعة له.
ودعا الجبوري الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان إلى العمل بشكل مشترك والتوصل لـ”صيغة مشتركة” للاستخدام الأمثل للقنوات الدبلوماسية وفتح قنوات اتصال مشتركة، بما يضمن وقف الهجمات الإيرانية وتحجيم ممارسات المعارضة الكردية الإيرنية، حتى لا تبقى هناك ذريعة لطهران لتنفيذ هجماتها.
وذكر الباحث نوح أن عناصر “المعارضة الإيرانية الكردية، هم لاجئون غالبيتهم لا يحملون السلاح، ولا يمارسون أي نشاط عسكري، ويتشاركون بالقومية الكردية”.
ولم يستبعد وجود مجموعات “مسلحة غير خاضعة للأحزاب في كردستان”، وهو ما يعطي الذريعة لطهران لتنفيذ هجمات من دون وضع أي اعتبار للعواقب التي قد تنشأ عن ذلك.
والعلاقات بين كردستان العراق وكردستان إيران حيوية ومتنوعة، وفي كلا المنطقتين يتحدث السكان اللهجة الكردية نفسها، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.
ولطالما دعا المسؤولون الإيرانيون حكومة إقليم كردستان إلى كبح أنشطة الجماعات الكردية الإيرانية في المنطقة. ويقولون أيضا إن عملاء إسرائيليين يتمركزون في المنطقة، وهو ما تنفيه حكومة إقليم كردستان.
وتستهدف إيران بشكل متكرر الجماعات الكردية المتمردة في إقليم كردستان بالعراق، ووقعت اشتباكات متكررة في المنطقة الحدودية النائية بين قوات الأمن الإيرانية وجماعات مسلحة معارضة لحكومة طهران.
وحاول موقع “الحرة” الاتصال بمتحدثين عن حكومة كردستان من دون أن يتلقى ردا.
وقتل 35 شخصا على الأقل واعتقل مئات المحتجين في إيران خلال ثماني ليال من التظاهرات احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وسائل إعلام رسمية، السبت.
وتنفي السلطات أي ضلوع في وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاما وتندد بالمتظاهرين الذين ينزلون إلى الشارع كل مساء منذ 16 سبتمبر للتعبير عن غضبهم، فتصفهم بـ”مثيري الشغب” و”المعادين للثورة”.
توفيت الشابة الكردية بعدما بقيت ثلاثة أيام في غيبوبة اثر توقيفها في العاصمة الإيرانية بذريعة “لباسها غير المحتشم”.