هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
عربات الأطعمة المتنقلة «فود ترك» التي باتت تتخذ من مختلف المواقع العامة والسياحية مركزاً لبيع المنتجات الغذائية بأشكالها اللافتة للنظر وألوانها الزاهية، أصبحت أحدث الطرق التسويقية الجاذبة للمستهلكين.
منتجات غذائية تتطلب رقابة ميدانية من قبل الجهات المعنية للتأكد من تطبيقها الاشتراطات التي تضمن تقديمها مستوفية المواصفات في سبيل الحفاظ على صحة المستهلكين بتقديم تجربة تذوق أطعمة فريدة من نوعها في مواقع خارج حدود المطاعم التقليدية، ودعم مجتمع الأعمال.
دعت دائرة بلدية رأس الخيمة، ممثلة في إدارة الصحة العامة، أصحاب المطاعم المتنقلة للالتزام بعدد من الاشتراطات الصحية للتأكد من سلامة الأطعمة المقدمة للمستهلكين، وقالت شيماء الطنيجي، مدير إدارة الصحة العامة في البلدية: «تعتبر المركبات المتنقلة مطاعم تسير على عجلات، ويجب أن تلتزم بالاشتراطات الصحية المتعلقة بسلامة الغذاء، وأن تتلقى عمليات التفتيش المنتظمة، وهناك احتمالية للإصابة بالتسمم الغذائي أو الحصول على وجبة ملوثة من إحدى هذه المركبات».
وذكرت أن متداول الغذاء يجب أن يكون على علم ودراية بالإجراءات المتبعة للحفاظ على المركبة المتنقلة عبر عدد من الاشتراطات، منها أنه يجب على مشغلي المركبات المتنقلة الحفاظ عليها نظيفة ومرتبة، بحيث يتأكد المستهلك أن المركبة مرئية ونظيفة، ويتأكد من أن المعدات والأواني وألواح التقطيع نظيفة، ومنطقة التحضير خالية من الذباب والنمل والحشرات، إضافة إلى التزام معدي الوجبات الغذائية بارتداء القفازات والكمامات، وأن يكون الزي نظيفاً، مع وجود مغسلة لغسل الأيدي في المركبة، ووجود تصريح أو رخصة لعمل المركبات.
وأشارت إلى أنه يجب على مشغلي المطاعم المتنقلة الفصل التام بين الأغذية الخام والجاهزة للأكل، وعلى المستهلك التأكد من أن تقطيع الفواكه والخضراوات على لوح تقطيع منفصل عن اللحوم النيئة والدجاج أو المأكولات البحرية لتجنب انتقال التلوث، والتأكد من أن عصارات اللحوم لا تقطر على الأطعمة الجاهزة للأكل.
وذكرت أنه يلزم المشغلين التحكم في درجة حرارة الأطعمة الساخنة، لأن درجة الحرارة 55 مئوية تقتل البكتيريا الضارة، وعليه التأكد من حفظ الأطعمة المطبوخة الساخنة، مثل «البرياني والكاري» في حاضنات حرارية في درجة حرارة لا تقل عن 50 درجة مئوية، وعلى المستهلك التأكد من العلامات التي تدل على الطهي الجيد للأغذية مثل تغير لون اللحم إلى اللون البني، وغيرها من العلامات.
وأضافت: «يجب الحفاظ على برودة الأطعمة الباردة في الثلاجة، وتجنب إعادة تبريد بقايا الأطعمة التي تركت في درجة حرارة الغرفة لأكثر من أربع ساعات، وكمستهلك إذا كنت تعتقد أنك مرضت بسبب تناول الطعام في مركبة الطعام المتنقلة اتصل بالطبيب أو اذهب إلى المستشفى، وكمتداول للغذاء تجنب الحضور إلى العمل وتحضير الأطعمة عند الشعور بأعراض مرضية مثل الحمى والإسهال والقيء».
وذكرت أن الإدارة تمكنت خلال الفترة الماضية من تنفيذ حملات تفتيشية ميدانية موجهة إلى مركبات المطاعم المتنقلة في الإمارة والتي تمكنت خلالها من تنفيذ عدد 39 زيارة، ورصد 5 مخالفات مختلفة وتقديم 35 إنذاراً، بسبب عدم وجود مغاسل الأيدي وسوء تخزين المواد الغذائية وعدم نظافة المركبة والتخلص من المخلفات بطريقة غير سليمة.
اشتراطات الترخيص
وقالت عائشة العيان، مدير إدارة تطوير الأعمال بالوكالة في دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة: «إن هناك 22 عربة متنقلة في إمارة رأس الخيمة، ومن الاشتراطات اللازمة لتلك العربات أن تكون الرخصة مملوكة بنسبة 100% للمواطنين من دولة الإمارات ومن في حكمهم من دول مجلس التعاون في الأنشطة المسموح بها، ويُستثنى من ذلك أنشطة بيع الطعام شريطة ألا تقل نسبة المساهمة الوطنية في الرخصة عن 51%».
وذكرت أن الرخص القائمة والمسجلة في إمارة أخرى يُسمح لها بأنشطة بيع الطعام فقط دون الأنشطة الأخرى بإصدار تصاريح مؤقتة للعربات من خارج الإمارة من قبل الدائرة الاقتصادية لمدة لا تزيد على سنة، وذلك في الأماكن المحددة في الإمارة عدا الأماكن السياحية، وفي حال رغبة هذه العربات التوقف فقط في الأماكن السياحية لا بد أن تحصل على تصريح خاص من قبل هيئة السياحة.
وأشارت إلى أن تصميم العربة ينبغي أن يكون يتناسب مع الغرض المقصود منه، بحيث يكون تصميماً «جرافيكياً» مذهلاً ورائعاً، وأن يحتوي على ملصقات ورسومات ملونة، وشعار واسم الشركة، وحاصلاً على موافقة الإدارة المختصة في دائرة البلدية بذلك. ويمنح كل ترخيص تجاري لعربة أو سيارة واحدة فقط، مع الموافقات الخارجية، حيث يجب الحصول على الموافقات المسبقة من الجهات المختصة «إن وُجدت» حسب النشاط.
وذكرت أن مواقع العربات المتنقلة في جميع المواقع العامة والمحددة تكون مخصصة لعربات الطعام فقط دون الأنشطة الأخرى، كما لا يسمح للعربات بالوقوف مسافة تقل عن 500 متر للأنشطة المماثلة، ذاكرة أن مواقع العربات المتنقلة العامة مجانية من دون رسوم، والتي توجد حالياً في كورنيش الرمس وكورنيش المعيريض ومخرج 122 باتجاه إمارة رأس الخيمة ومخرج 122 باتجاه إمارة دبي وبعد دوار الطويين، حيث تبلغ رسوم تصريح العربة المتنقلة 1000 درهم سنوياً.
مطالبات بالرقابة الدورية
دعا مستهلكون إلى أهمية أن تحرص تلك العربات على تطبيق كافة معايير الصحة والسلامة الغذائية التي تقدم المنتجات مستوفية المواصفات.
وقال المواطن محمد سعيد: «إن عربات الطعام المتنقلة أصبحت ظاهرة حديثة توجد في مختلف المواقع العامة والسياحية بكثرة في سبيل التسويق لمنتجاتها ودعوة المستهلكين إلى تجربة جديدة خارج حدود المطاعم التقليدية».
وذكر أن هذه التجربة تتطلب اشتراطات صحية تعمل على تطبيقها تلك العربات لتقدم المنتجات بعيداً عن الإخلال بأي منها والتي قد تسهم في الإضرار بصحة المستهلك وتعرضه إلى حالات التسمم الغذائي.
لم تختلف معه في الرأي أروى علي التي ذكرت هي الأخرى أن عربات الطعام أصبحت الأكثر طلباً من قبل مختلف شرائح المجتمع، والتي توجد في أهم المواقع السياحية لخدمة السياح والمقيمين، لذا يجب الحرص على تقديم أفضل أنواع المنتجات الغذائية لكي يتسنى للسائح تذوق الأطعمة المقدمة في المنطقة، والتي تتطلب التزاماً تاماً بالاشتراطات ورقابة دورية من قبل الجهات المعنية.
وذكرت أن على أصحاب تلك العربات الحرص على توعية العاملين لديها لكي يسهموا في الحفاظ على سمعة المنتجات المقدمة من قبلهم، ولكي يحظوا كذلك بإقبال مستمر نظير الجودة المقدمة التي تطبق اشتراطات السلامة في جميع مراحل إعداد وتحضير وتقديم الأطعمة.
الجودة أولاً
أكد أصحاب مطاعم متنقلة أهمية الالتزام التام بمختلف اشتراطات الصحة العامة التي تسهم في زيادة ثقة المستهلكين بالمنتجات المقدمة وبالعلامة التجارية للمنشأة. وقالت سمية السعدي: «إن التزام العربات المتنقلة للطعام باشتراطات الصحة العامة من نظافة المركبة والتخلص من المخلفات ووجود المغاسل وألواح التقطيع وغيرها هي أمور ضرورية يجب تطبيقها لكي يتم تقديم تجربة تذوق الأطعمة بجوة عالية للمستهلكين، ذاكرة أن المركبة لديها حرص على التطبيق التام لكافة المواصفات المطلوبة من قبل دائرة البلدية».
وأشارت إلى أن الأطعمة المقدمة في العربة المتنقلة لمشروعها يتم إعدادها في المنزل وتقديمها في عربة الطعام المتنقلة، مع الحرص على التزام العاملين بكافة الاشتراطات التي تقدم الأطعمة بمستويات عالية من الجودة.
لم تختلف معها في الرأي وفاء الشحي التي ذكرت هي الأخرى أن المركبة الخاصة بمشروعها تحظى بتفتيش ميداني من قبل دائرة بلدية رأس الخيمة، بالإضافة إلى قيامها بعمل تفتيش دوري للتحقق من مدى التزام العاملين بكافة اشتراطات السلامة والصحة.
وذكرت أن هناك عقوداً مع عدد من الشركات، منها المتعلق بمكافحة الحشرات والتي تسهم بجانب لوائح البلدية في تقديم المنتجات الغذائية سليمة وجاهزة لاستهلاك الآدمي، مع دعوة العاملين إلى تعزيز ذلك وإيجاد مسؤول في المركبة للتحقق من كافة الاشتراطات.