- حسام فازولا
- بي بي سي نيوز عربي
“هناك احتمالان فقط، إما أننا وحدنا في الكون، أو أننا لسنا كذلك، كلا الأمرين مرعب بالقدر نفسه”.
هكذا يقول كاتب الخيال العلمي البريطاني أرثر س كلارك.
لطالما راجت قصص الكائنات الفضائية وغزو الأرض في الثقافة الشعبية من أفلام وروايات عديدة. ولكن هذا الولع باحتمالية وجود كائنات أخرى خارج كوكب الأرض ليس جديدا. فمنذ كهوف الحضارات القديمة إلى الفلاسفة الإغريق، ومفكري القرن الثامن عشر ، لم يغب السؤال عن أذهان البشرية.
البحث عن حياة أخرى
وقد بدأت أول خطوات فعلية في البحث العلمي عن كائنات أخرى عندما أطلقت روسيا أول قمر صناعي في سنة 1957 ليدور حول الأرض، في ظل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وسباق الفضاء بين القوتين العظميين. وفي السبعينيات ومع الوصول إلى المريخ، كان التساؤل أكثر إلحاحا، لكننا لم نجد جوابا شافيا حتى الآن.
وفي عام 1977 ترك مسبارا فوياجر 1 وفوياجر 2 الأرض، منطلقان في رحلة لا نهائية في الفضاء. يحمل كل منهما أسطوانتان ذهبيتان بها رسائل ترحيبية بلغات مختلفة، وأغان وترانيم من ثقافات متنوعة، وصور تعبر عن الحياة في الأرض لكائنات فضائية قد يمر عليها المسباران في طريقهما.
خرج المسباران فوياجر من المجموعة الشمسية في عام 2018 وتستمر رحلتيهما في الفضاء العميق حتى الآن ولكن لم يعترض طريقهما أحد.
كوكب الأرض على الرغم من زخم الحياة فيه، هو مجرد ذرة تراب في فضاء شاسع لا نهائي. في هذا الفضاء مئات المليارات من المجرات، وعدد لا نهائي من النجوم والكواكب التي تدور حولها. من ضمن هذه الكواكب ما تبعد عن نجمها نفس المسافة التي تبعدها الأرض عن الشمس.
في عام 2009 أطلقت ناسا “مهمة كيبلر” Kepler Mission، وهو مشروع يعتمد على تليسكوب بنفس الاسم، انطلق في الفضاء للبحث عن كواكب مشابهة للأرض، ولديها نفس الظروف المؤهلة للحياة، من طبيعة صخرية، ودرجة حرارة مناسبة لوجود الماء. اكتشف كيبلر ألاف الكواكب المشابهة للأرض earth-like exoplanets، كما اكتشفت تلسكوبات أخرى آلافا من الكواكب التي من المرجح أن يكون بها حياة. ولكن هذه الكواكب التي يمكننا رؤيتها بالتلسكوب هي في الحقيقة بعيدة جدا.
يقول د. مشهور الوردات – أستاذ الفيزياء بأكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء أن أقرب نجم مشابه للشمس، “يبعد أربع سنوات ضوئية” عن الأرض. ” نحن نتحدث عن فضاء رحب، فإذا وصلنا شيء سيصلنا ضوء فقط”.
والسنة الضوئية هي، على الرغم من اسمها، وحدة قياس للمسافة وليست للزمن. فبعد نجم عن الأرض بمسافة أربع سنوات ضوئية يعني أن الضوء بسرعته، وهي أكبر سرعة ممكنة فيزيائيا، يحتاج إلى أربع سنوات ليصل إلينا. فعندما ننظر إلى هذا النجم، ما نراه هو صورته من أربع سنوات وليست صورته الآن.
إذا فرضنا أن هناك كوكبا ما على بعد ألف سنة ضوئية من الأرض، وإذا فرضنا أيضا أن هناك حياة على هذا الكوكب، فمن ينظرون إلينا من هناك سيرون الأرض في القرن الحادي عشر، وإذا أرسلوا إلينا رسالة بسرعة الضوء فستصل إلينا في عام 3022.
ولكن على الرغم من ذلك، هناك الألاف من الادعاءات المسجلة برؤية أجسام غريبة. في إبريل/ نيسان 2020، أصدر البنتاغون 3 مقاطع فيديو لما بوصفه بـ “ظواهر فضائية غير مفهومة” والتي تبدو كأطباق فضائية طائرة.
تحدث فريق بي بي سي مع أليكس ديتريتش، وهي ملاحة جو بالجيش الأمريكي وهي التقطت أحد هذه المقاطع أثناء عملها.
تقول ديتريتش، “كان يطير الجسم بسرعة كبيرة، وبشكل عشوائي، لم نستطع أن نتوقع في أي اتجاه سينعطف، ولم نستطع فهم كيف تتم قيادته بهذا الشكل، ومن أين يأتي بطاقة دفعه”.
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية صحة مقطع الفيديو الذي التقطته أليكس كما أصدرت عشرات من المقاطع المشابهة كانت تحتفظ بها بشكل سري من قبل، والآن يقوم الكونغرس الأمريكي بمناقشة الأمر. حيث قال أندريا كارسون، العضو بالكونغرس الأمريكي أن “الظواهر الفضائية غير المفهومة قد تكون تهديدا قوميا، ويجب التعامل معها بهذا الشكل”.
ولكن إذا كان هناك فضائيون، فماذا يريدون منا؟
في عام 1977 تلقى العلماء إشارة غريبة من مكان مجهول في الفضاء، لم يتم تفسير الإشارة التي سميت بإشارة “واو” حتى الآن، ولكن اعتقد الكثير من العلماء أنها قد تكون رسالة من كائنات أخرى، مما دفع إلى ضخ الملايين لبناء تلسكوبات ترسل إشارات وتنتظر أخرى من الفضاء البعيد.
أخر هذه التلسكوبات وأكثرها تطورا هو منظار جيمس ويب الفضائي James Webb Space Telescope العملاق والأكثر تطورا حتى الآن. في شهر يوليو/ تموز من هذا العام أرسل جيمس ويب أول صور حقيقية ملونة من الماضي لألاف المجرات والنجوم والكواكب التي تدور حولها، بصور ملونة تعرض الفضاء كما لم نره من قبل.
ويتوقع العلماء أن الـسنوات العشر القادمة ستشهد أكبر اكتشافات في مجال الفضاء وربما تجيب عن ندائنا إلى حياة غير حياتنا.
الآن نشهد تطورا علميا وتكنولوجيا سريعا لم نر مثله من قبل. ويتوقع العلماء ان السنوات العشر القادمة ستشهد أكبر اكتشافات في مجال الفضاء. وربما تجيب عن نداءنا إلى حياة غير حياتنا.