الشارقة (الاتحاد)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق فعاليات الدورة ال11 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يومي 28 و29 سبتمبر المقبل، تحت شعار «تحديات وحلول»، في مركز إكسبو الشارقة، إذ يمثل المنتدى منصة عالمية تستضيف على مدى يومين نخبة من قادة الرأي والفكر والخبراء في قطاع الاتصال الحكومي الذين يشاركون رؤاهم وتحليلاتهم للتحولات الاقتصادية والاجتماعية القادمة، ويستعرضون أفضل مناهج الاتصال وأدواته لمخاطبة الجمهور في الأوقات غير الاعتيادية.
ويركز المنتدى الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على دور الاتصال الحكومي في تعريف المتخصصين بالتحديات واستخدام منهجيات الاتصال المناسبة التي تؤسس للروح الإيجابية الجماعية وتحفز الجمهور على المساهمة في ابتكار الحلول والممارسات الملائمة لكل مرحلة.
منظومة متكاملة
أكد طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن التطورات المتسارعة التي يشهدها العصر الحديث عززت أهمية دور الاتصال الحكومي في دعم ثقة المجتمع بمؤسساته الحكومية، وبناء منظومة متكاملة من أدوات الاتصال ومنهجياته التي تستجيب للتحديات بمختلف أنواعها بأقصى درجات الفعالية والتأثير.
وقال علاي: «إن الدورة المقبلة من المنتدى تدعم مرحلة جديدة من الاتصال الحكومي في المنطقة، تستجيب للتحولات الكبيرة التي تشهدها ساحة الاتصال والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، لأن الاتصال ليس مفهوماً ثابتاً، بل علم دائم التطور يكتسب سماته ويصيغ استراتيجياته ويحدد غاياته من طبيعة الأحداث الراهنة، ومراعاة طموحات المجتمعات ومصالحها العليا.»
وأضاف: «أثبتت دولة الإمارات ريادة عالمية مشهوداً لها في إدارة التحديات على اختلافها وهذا ما يجعل من المنتدى منصة رائدة لتكريس هذا النجاح انطلاقاً من إمارة الشارقة، إذ يتيح نقل وتبادل الآراء حول أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، والاستفادة منها لتطوير الممارسات الحالية بما يستجيب لتطلعات المستقبل».
ولفت إلى أن الاتصال الحكومي لا يقتصر على نقل رسائل الجهات الحكومية إلى الناس، أو نقل طلبات الجمهور إلى الجهات الحكومية فقط، بل هو عملية فتح قنوات اتصال مباشرة بين الطرفين، تنتبه من خلالها الحكومات إلى نقاط الضعف لتقويتها، ونقاط القوة لتعزيزها ويشاركها الجمهور مسؤولية النهوض بالمجتمع والمنظومة ككل.
الاستجابة للمتطلبات
تستعرض جلسات المنتدى أهمية أن تكون الممارسات الحكومية ذات الصلة ببناء العلاقة مع الجمهور ملائمة لطبيعة المرحلة التي تمر بها الدول والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وطموحات المجتمعات وتطلعاتها، إذ يؤكد المنتدى أن الاتصال الحكومي يجب أن يستجيب للمتطلبات الراهنة بالاستناد إلى تجارب الماضي، والإيمان بالشراكات من أجل الوصول لمستقبل مزدهر. ويبحث المنتدى في أفضل استراتيجيات الاتصال الحكومي للتعامل مع الأزمات الاقتصادية، سواء قبل حدوثها أو أثناءها أو بعدها، ويركز المنتدى على منهجين أساسيين في الاتصال، الأول يقوم على التكيف والخضوع لتداعيات الأزمة، بينما يقوم الثاني على احتواء الأزمات وعكس نتائجها وتحويلها إلى فرص للابتكار والإبداع في أدوات وأنماط العمل والعيش.
ويسعى المنتدى إلى توضيح تأثير النصوص والكلمات في وعي الجمهور وجهوزيته عند تناول القضايا المفصلية، وذلك من خلال استضافة خبراء وأصحاب تجارب مميزة في مجال الاتصال. وتتناول جلسات المنتدى وكلماته الرئيسية، التحولات الجارية على مفهوم وثقافة القيادة، ويؤكد أن ما أحدثته ثورة الاتصالات من وعي جديد لدى الجمهور، وانفتاحه على مصادر متنوعة من الرسائل والمعلومات تتطلب استحداث قيادات اقتصادية ورسمية واجتماعية، تتميز بقدرتها على التأثير غير المباشر في وعي الجمهور وتوجهاته وثقافته. وفي السياق ذاته، يستعرض المنتدى أدوات الاتصال الأكثر فعاليةً وتأثيراً، وتشمل الصناعات الإبداعية مثل الدراما والترفيه والفنون، كما يسلط الضوء على دور هذه الأدوات في بناء المزاج المجتمعي الإيجابي، وتعزيز الملامح الإيجابية للحكومات والمؤسسات الرسمية أمام المجتمع الدولي.
وإلى جانب الخطابات الملهمة والجلسات الرئيسية، ينظم المنتدى سلسلة من ورش العمل والفعاليات المصاحبة، وتركز على دور المؤسسات المجتمعية في دعم الاتصال الحكومي، إلى جانب التعريف بأحدث مستجدات علوم الاتصال.