أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الأربعاء، أن التلسكوب الفضائي جيمس ويب قدّم صوراً جديدة لكوكب نبتون وحلقاته، توفر مؤشرات قيّمة بشأن غلافه الجوي.
ولم يكن لدى علماء الفلك مثل هذه الرؤية الواضحة لأبعد كوكب في النظام الشمسي، منذ المرور القصير والوحيد لمسبار فوييغر 2 قرب هذا الكوكب العملاق الجليدي عام 1989.
وقال مستشار العلوم والاستكشاف في وكالة الفضاء الأوروبية، مارك ماكوغرين، إنّ الرؤية التي يوفرها التلسكوب، من خلال الأشعة تحت الحمراء، تمنح طريقة جديدة لتحليل غلافه الجوي.
يزيل التلسكوب كل الوهج الناجم عن انعكاس الشمس على سطح نبتون والتلوث الضوئي لبيئته، من أجل “البدء في تخمين تكوين الغلاف الجوي” للكوكب، على ما قال لوكالة فرانس برس هذا الفلكي الذي عمل لأكثر من 20 عاماً في مشروع جيمس ويب.
In visible light, Neptune appears blue due to small amounts of methane gas in its atmosphere. Webb’s NIRCam instrument instead observed Neptune at near-infrared wavelengths, so Neptune doesn’t look so blue! pic.twitter.com/aZZa8B8x4f
— NASA Webb Telescope (@NASAWebb) September 21, 2022
وبدا نبتون أزرق اللون في الصور الملتقطة في النطاق الموجي المرئي بواسطة تلسكوب هابل، بسبب وجود الميثان في غلافه الجوي.
أما باستخدام أداة جيمس ويب NIRCam التي تعمل في الأشعة تحت الحمراء القريبة، فيظهر الكوكب بلون أبيض مائل إلى الرمادي.
وأشارت “ناسا”، في بيان، إلى أن الصورة تُظهر أيضاً “ضوءاً غريباً” في أحد أقطاب نبتون.
التقط التلسكوب أيضاً صوراً لسبعة من أقمار الكوكب الأربعة عشر المعروفة، وخصوصاً تريتون الذي يشبه بتألقه نجماً صغيراً. هذا القمر الذي يفوق الكوكب القزم بلوتو حجماً يبدو أيضاً أكثر سطوعاً من كوكب نبتون، بسبب انعكاس ضوء الشمس على سطحه الجليدي.
وخلص علماء الفلك الذين يبحثون عن كواكب خارج نظامنا الشمسي إلى أنّ تلك الشبيهة بنبتون أو أورانوس هي الأكثر شيوعاً.
That’s no star. It’s Neptune’s large, unusual moon, Triton! Because Triton is covered in frozen, condensed nitrogen, it reflects 70% of the sunlight that hits it — making it appear very bright to Webb. 6 of Neptune’s other moons (labeled) are also seen here. pic.twitter.com/xJCsE8bn3q
— NASA Webb Telescope (@NASAWebb) September 21, 2022
وقال ماكوغرين إنّ “القدرة على مراقبة هذه الكواكب عن قرب ستجعل من السهل ملاحظة عمالقة جليدية أخرى تدور حول نجوم غير شمسنا”.
ويُعتبر تلسكوب جيمس ويب الذي وُضع في الخدمة، منذ يوليو/تموز الماضي، أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق. وقال ماكوغرين إنّ هذه الأداة العملاقة ستتيح إمكانات في علم الفلك “لم يكن من الممكن تصوّرها حتى قبل خمس سنوات”.
(فرانس برس)