البحر الأحمر شقٌ مذهل يفصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، يُعرف بمياهه الفيروزية الغنية بالشعاب المرجانية والحياة البحرية النابضة، و بتاريخه العريق الذي يجعله ملتقى الحضارات.
موقع جغرافي فريد:
يمتد البحر الأحمر على طول يزيد عن 2200 كيلومتر، ويبلغ عرضه الأقصى حوالي 350 كيلومتر، ويتصل بالمحيط الهندي عن طريق باب المندب، يُعد البحر الأحمر جزءًا من الأخدود الأفريقي الكبير، وهو صدع جيولوجي هائل لا يزال يتسع بمعدل بضعة سنتيمترات كل عام.
هذا النشاط الجيولوجي هو سبب غياب المصبات النهرية الكبيرة التي تصب فيه، ما يجعل مياهه مالحة بشكل خاص، حيث تصل نسبة الملوحة إلى حوالي 41 جزءًا في الألف.
جنة تحت الماء:
يُعد البحر الأحمر موطنًا لأحد أنظمة الشعاب المرجانية الأكثر تنوعًا وإثارة للإعجاب على وجه الأرض، وتتميز الشعاب المرجانية هنا بألوانها الباهرة وأشكالها المتنوعة، وتوفر ملاذاً لمئات الأنواع من الأسماك الملونة، والرخويات، والسلطعون، والسلاحف البحرية.
كما توجد في أعماق البحر أنواع فريدة من القروش والسلاحف البحرية الضخمة، وبفضل مياهه الصافية الدافئة على مدار السنة، يُعد البحر الأحمر وجهةً شهيرةً عالميًا لمحبي الغوص والغطس، الذين يتوافدون لاستكشاف عالمه تحت الماء المذهل.
تاريخ عريق:
لطالما لعب البحر الأحمر دورًا حيويًا في التجارة العالمية، وكان طريقًا تجاريًا رئيسيًا يربط بين مصر وأوروبا وآسيا منذ آلاف السنين، واستخدم الفراعنة المصريون البحر الأحمر لنقل البضائع الثمينة، وشهد روعة الحضارات القديمة مثل المملكة النبطية والمملكة الحميرية، لا يزال بإمكان الزائرين اليوم مشاهدة آثار تلك الحقبة، بما في ذلك الموانئ القديمة والنقوش الصخرية على طول سواحل البحر الأحمر.
تهديدات وتحديات:
يواجه البحر الأحمر تحديات بيئية متزايدة، مثل التلوث الناجم من النشاط البشري وارتفاع درجة حرارة المياه بسبب الاحتباس الحراري، وهذه العوامل تهدد الحياة البحرية والنظم البيئية الهشة للبحر الأحمر، ومن الضروري اتخاذ إجراءات لحماية هذا البحر الفريد من نوعه، والحفاظ على جماله الطبيعي وتاريخه الغني للأجيال القادمة.
استنتاج:
البحر الأحمر هو أكثر من مجرد مقصد سياحي ساحر، فهو جسر طبيعي يربط بين قارتين وثلاث قارات، ويروي قصة تاريخية ثرية، وإن حماية هذا البحر والحفاظ عليه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الدول المطلة عليه وعلى السياح الذين يزورونه.