التخطي إلى المحتوى

عادي

128% نمو أنشطة السياحة والتجزئة في الربع الأول 2022

27 سبتمبر 2022

15:23 مساء

أبوظبي: «الخليج»
تشارك دولة الإمارات دول العالم الاحتفال بيوم السياحة العالمي والذي يصادف 27 سبتمبر من كل عام، بسجل حافل من الإنجازات والمبادرات المبتكرة التي عززت مكانتها على خريطة السياحة إقليمياً وعالمياً، ورسخت مكانتها كإحدى أكثر الوجهات الريادية استقطاباً للسائحين من جميع أنحاء العالم لما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة يأتي في مقدمتها البنية التحتية الرائدة والخدمات والتسهيلات المتميزة والمنشآت الفندقية والسياحية المتطورة، والوجهات والمقاصد السياحية المتنوعة والتراث الغني والمتفرد، والمناخ الآمن والمستقر، والمجتمع المنفتح والمتسامح والحاضن لمختلف الثقافات على نحو فريد.
واستطاعت التجربة الإماراتية في قطاع السياحة أن تصبح مثالاً يحتذى في المرونة والتنوع والتطور المستمر خلال فترة وجيزة، وذلك بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية للمستقبل، والتي توجت باستقطاب الدولة أكثر من 100 مليون زائر خلال السنوات الخمس الماضية، وعززت من النمو المستدام لذلك القطاع الحيوي، الذي يعد أحد الروافد الرئيسية للنموذج الاقتصادي الجديد للدولة، ولا سيما أنه نجح في تحقيق معدلات نمو تخطت ما تم تحقيقه في فترة ما قبل جائحة كوفيد-19، وحقق إيرادات بلغت 19 مليار درهم خلال النصف الأول من عام 2022، كما ارتفع عدد نزلاء الفنادق في الدولة بنسبة 42% مقارنة بعام 2021 بإجمالي 12 مليون نزيل، ما يعكس قوة وكفاءة المنتج السياحي في الدولة.
وحققت الأنشطة المرتبطة بقطاع السياحة والتجزئة، بما في ذلك خدمات الإقامة والفنادق والمطاعم، قفزة جديدة لتسجل ارتفاعاً هو الأكبر بين القطاعات الأخرى المساهمة في دعم الناتج المحلي الإجمالي للدولة، بزيادة قدرها 35.3% بالأسعار الثابتة و128.8% بالأسعار الجارية خلال الربع الأول من عام 2022، بحسب تقرير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وهو الأمر الذي يؤكد مكانة الإمارات الرائدة كوجهة مستدامة للسفر والضيافة.
ويأتي الاحتفال بيوم السياحة العالمي لهذا العام تحت شعار «إعادة التفكير في السياحة» وهو التوجه الذي تبنته الدولة مبكراً في صياغة استراتيجياتها المبتكرة التي عززت الازدهار المتنامي للقطاع السياحي، وجعلته إحدى الركائز الأساسية الداعمة لنمو الناتج المحلي الإجمالي للدولة، بما ينسجم مع مستهدفاتها التنموية الطموحة للخمسين المقبلة، وهو ما انعكس من خلال سلسلة من المبادرات الرائدة التي حققت نقلة نوعية في قطاع السياحة.
وتعد دولة الامارات من الدول الأوائل في المنطقة التي بادرت لتطوير القطاع السياحي وأولته اهتماماً كبيراً حيث تم إطلاق مهرجان دبي للتسوق سنة 1996 وهو من أقدم المهرجانات السياحية المتخصصة في المنطقة. كما تم تطوير وجهات سياحية مميزة في الدولة والترويج لها في المحافل والمعارض الدولية بشكل مستمر وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الزوار الدوليين إلى الإمارات والارتقاء بمكانتها على خريطة الوجهات السياحية الأكثر تميزاً. وقد ساهم الموقع الجغرافي المميز للدولة وتطور البنية التحتية في رفد القطاع السياحي.
دعم القطاع
وواصلت الدولة جهودها في دعم القطاع السياحي وفق استراتيجية واضحة وخطط استشرافية مبتكرة تضمن استدامة القطاع السياحي، وتوفير مناخ جاذب وداعم للمشروعات السياحية المبتكرة، كما حرصت الدولة على الترويج لمقاصدها السياحية بالشكل الذي يلبي طموحاتها الاقتصادية من خلال مبادرة «الهوية السياحية الموحدة لدولة الإمارات» والتي تأتي امتداداً للهوية الإعلامية المرئية للدولة، لترسيخ صورة الإمارات كمركز جذب سياحي، إقليمياً ودولياً.
وبالتوازي مع تلك الجهود أولت الدولة ملف السياحة الداخلية أهمية بالغة إيماناً منها بدوره المحوري في دعم نمو قطاع السياحة الإماراتي، وانعكس ذلك الاهتمام من خلال اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات، والتي تستهدف خلق منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة لتنظيم السياحة الإماراتية المحلية، بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي، من أجل مضاعفة حجم الإنفاق السياحي الداخلي، وخلق الفرص أمام قطاع الأعمال في مناطق الدولة كافة.
كما كان لحملة «أجمل شتاء في العالم» التي أطلقها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والمندرجة تحت مظلة استراتيجية السياحة الداخلية أثراً كبيراً في دفع عجلة التنمية السياحية قدماً، حيث حققت أول حملة موحدة للسياحة الداخلية على مستوى إمارات الدولة في دورتها الأولى نجاحاً منقطع النظير في تشجيع السياحة الداخلية في الدولة، وساهمت في زيادة عدد نزلاء المنشآت الفندقية بنسبة 17% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019 وبإجمالي 950 ألف نزيل فندقي، إضافة إلى تحقيق إيرادات للمنشآت الفندقية بالدولة بإجمالي بلغ مليار درهم، فيما ساهمت الدورة الثانية من الحملة في ارتفاع إيرادات المنشآت الفندقية لتصل إلى 1.5 مليار درهم بنسبة نمو بلغت 50% عن النسخة الأولى، في حين ووصل عدد السواح المحليين إلى 1.3 مليون سائح بزيادة بنسبة نمو 36% عن النسخة الأولى للحملة.
وعززت البيئة السياحية الداعمة والجاذبة التي وفرتها دولة الإمارات، النسق التصاعدي لنمو القطاع السياحي الذي نجح في استقطاب 19 مليون نزيل فندقي خلال عام 2021، بنمو يزيد على 29% مقارنة بأعداد النزلاء لعام 2020، بينما حققت المنشآت الفندقية في عام 2021 عوائد بقيمة 28 مليار درهم، محققة نمواً يصل إلى 70% مقارنة بعام 2020، كما تم حجز أكثر من 75 مليون ليلة فندقية خلال عام 2021، بزيادة 42% مقارنة بعام 2020، فيما بلغت نسبة الإشغال الفندقي 67%، علماً أن هذه النسبة تمثل إحدى أعلى النسب المحققة في الوجهات السياحية الرائدة على مستوى العالم.
إكسبو دبي
كما ساهم إكسبو 2020 دبي والذي يعد أحد أكبر المناسبات الدولية التي يتم تنظيمها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، في تعزيز الثقة العالمية في قطاع السياحة بدولة الإمارات، بعد نجاحه في استقطاب أكثر من 24 مليون زائر على مدار ستة أشهر؛ في الوقت الذي ستمثل فيه «مدينة إكسبو دبي» والمقرر افتتاحها مطلع أكتوبر المقبل موطناً عالمياً للابتكار والأعمال والتعليم، ومساهماً رئيسياً في استدامة النجاح التاريخي للمعرض.
وعلى صعيد جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى إقليمياً والسابعة عالمياً خلال السنوات الخمس الماضية، حيث استطاعت استقطاب نحو87 مشروعاً سياحياً جديداً، شكلت نحو 4% من إجمالي المشاريع المعلنة خلال تلك الفترة، وفقاً لتقارير دولية. كما زاد عدد المنشآت الفندقية في الدولة خلال عام 2021 بنسبة 5% مقارنة بنظيرتها لعام 2020 ليبلغ 1144 منشأة، كما تم خلال فترة المقارنة نفسها تحقيق زيادة في عدد الغرف الفندقية بنسبة 8% لتصل إلى 194 ألف غرفة في كافة إمارات الدولة.
واستحوذت الإمارات خلال السنوات الخمس الأخيرة على ما نسبته 31% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر السياحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستقطبة نحو 25 مليار درهم عبر مجموعة من المشاريع السياحية التي ساهمت في خلق أكثر من 12900 تمثل 29% من حصة السوق داخل المنطقة، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة (إف دي آي).
ومن المتوقع أن تستمر حالة الانتعاش التي يشهدها القطاع السياحي في دولة الإمارات خلال الفترة المقبلة، ولا سيما وأن الدولة لديها خطط استثمارية واسعة ومتنوعة لتطوير القطاع من أجل زيادة مساهمته في دعم الناتج المحلي الإجمالي، واستقطاب أكثر من 40 مليون زائر للمنشآت الفندقية.

https://tinyurl.com/bdzzbxxv

Scan the code