ارتفعت حصيلة ضحايا كارثة غرق مركب يقلّ مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل السورية الى 61 قتيلاً، وفق ما أفاد وزير النقل اللبناني علي حمية اليوم الجمعة (23 أيلول/سبتمبر 2022).
وقال حمية إن غالبية ركاب المركب الذي أبحر من شمال لبنان هم من اللبنانيين واللاجئين السوريين وبأن معظم الجثث من دون أوراق ثبوتية، مندداً بالظاهرة التي باتت “هجرة غير شرعية منظمة”، على وقع تكرار حوادث مماثلة خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت وزارة الصحة السورية أفادت يوم أمس الخميس بوفاة 34 شخصًا وإصابة 20 آخرين بعد غرق مركبهم قبالة سواحل مدينة طرطوس شمال غرب البلاد. واليوم قال مصدر طبي في محافظة طرطوس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “عثرت فرق الإنقاذ منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الآن على 17 غريقاً بينهم نساء وأطفال في منطقة البصيرة شمال مدينة طرطوس بحوالي 13 كلم، من ضحايا الزورق اللبناني الذي غرق أمس”.
ونقلت وزارة النقل السورية عن ناجين قولهم إن القارب أبحر من منطقة المنية بشمال لبنان يوم الثلاثاء وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصًا. وأكد مصدر في محافظة طرطوس لـ (د.ب.أ)، نقلًا عن ناجين، أن أغلب الأشخاص في القارب كانوا من سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.
وبدأت السلطات السورية في العثور على جثث في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر أمس الخميس. وقال بيان لوزارة النقل السورية إن مدير ميناء جزيرة أرواد الصغير قبالة ساحل طرطوس أبلغها بحلول الساعة 4:30 مساء بالتوقيت المحلي أنه تم العثور على جثة شخص غارق قرب إحدى السفن الراسية. وتوقفت عمليات الإنقاذ خلال ساعات الليل بسبب ظروف جوية غير مواتية، من بينها ارتفاع الأمواج. وذكر المدير العام للموانئ البحرية السورية سامر قبرصلي اليوم الجمعة أن جهود الإنقاذ مستمرة.
وكان الجيش اللبناني أعلن أول أمس الأربعاء أنه أنقذ 55 شخصًا كانوا على متن قارب معطل في المياه الإقليمية للبلاد والذي قام بسحبه إلى الشاطئ. وفي وقت سابق من يوم أمس الخميس، نظم عشرات الأشخاص في مدينة طرابلس بشمال لبنان احتجاجًا بهدف تنبيه السلطات أنهم فقدوا الاتصال بقارب كان متجهًا نحو إيطاليا وعلى متنه العشرات من المهاجرين. ولم يتسن لرويترز التأكد ما إذا كان القارب هو نفسه الذي أشارت إليه السلطات السورية.
وشهد لبنان ارتفاعًا في محاولات الهجرة بسبب الانهيار المالي الكبير الذي دفع قطاعات واسعة من السكان إلى براثن الفقر خلال السنوات الثلاث الماضية. وبجانب من يهاجرون من اللبنانيين، هناك أيضًا العديد من اللاجئين من سوريا وفلسطين يغامرون بخوض غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر على متن قوارب الهجرة.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
منع سفينة “سي ووتش 3” من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة “سي ووتش 3″، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
البحث عن ملاذ آمن
بقيت “سي ووتش 3” مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ألمانيا لن تستمر في مهمة “صوفيا”
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط “صوفيا” في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
مصير مجهول!
مهمة “صوفيا” لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي “إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة”.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة”سي ووتش 3″. إعداد: عارف جابو
الكاتب: عارف جابو