التخطي إلى المحتوى

جي بي سي نيوز :- في اليوم الرابع، ما تزال أجواء الحزن تخيم على بلدات لبنانية عديدة، بعد غرق مركب لمهاجرين غير نظاميين قبالة شواطئ مدينة طرطوس السورية، لتبدأ رحلة جديدة من العذاب في انتظار وصول جثث الضحايا والبحث عن المفقودين.

وأمام معبر العريضة (شمال) بين لبنان وسوريا، ينتظر عدد كبير من الأهالي وصول الناجين وضحايا المركب، الذي غرق في المياه الإقليمية السورية بينما كان متجها نحو أوروبا.

ووصل ناجيان إلى مستشفى مدينة طرابلس الحكومي شمالي لبنان، الأحد، وهما دعاء خالد عبد المولى وزوجها زين الدين نديم حمد.

وتم إدخال الناجية دعاء (22 عاما)، وهي متزوجة منذ ثلاثة أشهر وحامل، إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية لإخراج جنينها الميت من بطنها ، وفق “عربي21”.

وقالت دعاء؛ إنهم كانوا حوالي 150 شخصا على متن المركب، توفي منهم أكثر من 90، وفق وكالة الأناضول.

فيما أكملت أمها وهي تبكي: “أنا أمها.. الناس تذهب ضحية جشع المهربين بالمال”.

وتوجه محمد، شقيق دعاء، إلى من يريدون الهجرة بهذه الطريقة لسوء الوضع في لبنان قائلا: “لا ترموا أنفسكم للموت”.

ووصف رحلة المركب بـ”رحلة الموت عندما يكون الشخص ذاهبا إلى المجهول”.

وتابع: “شقيقتي كانت برفقة زوجها الذي نجا وهو بصحة جيدة، لكن الأمن أوقفه عند دخول الأراضي اللبنانية للتحقيق معه، بينما شقيقتي وضعها الصحي حرج”.

فيما دعت كوثر، وهي شقيقة دعاء، إلى عدم الذهاب عبر مراكب الهجرة في البحر، مشددة أن “المهربين يكذبون على الناس ويوهمونهم بأشياء غير صحيحة”.

وقالت؛ إنهم لم يكونوا على علم بهجرة شقيقتهم وزوجها.

وأوضحت أن وضع شقيقتها “سيئ وطرحت الجنين.. تزوجت منذ ثلاثة أشهر، وهي حامل منذ شهرين، ولكن، ماذا نفعل؟ ذهب جنينها”.

وأعلن الجيش اللبناني توقيف مشتبه به في عملية التهريب، التي أسفرت عن أعلى حصيلة ضحايا منذ بدء ظاهرة الهجرة غير النظامية انطلاقا من لبنان.

والسبت، أفادت الهيئة العليا للإغاثة بارتفاع حصيلة ضحايا غرق المركب في المياه الإقليمية السورية إلى 94 قتيلا، إضافة إلى 20 ناجيا يتلقّون العلاج في المستشفى.

وأعلنت السلطات اللبنانية، الخميس، غرق مركب على متنه لبنانيون وغير لبنانيين، قبالة ساحل طرطوس في سوريا، بعدما انطلق من شمالي لبنان باتجاه سواحل أوروبا.

ووفق وسائل إعلام لبنانية، فإن المركب انطلق قبل أيام من شاطئ مدينة المنية شمالي لبنان، وعلى متنه أكثر من 100 شخص من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين.

ولا تمثل الهجرة غير النظامية ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكل منصة انطلاق للاجئين، خصوصا السوريين والفلسطينيين، باتجاه دول الاتحاد الأوروبي بحثا عن حياة أفضل.

وتزايدت وتيرة هذه الهجرة على وقع انهيار اقتصادي يعصف بلبنان منذ نحو ثلاث سنوات، وهي أزمة صنفها البنك الدولي من أشد ثلاث أزمات في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

Scan the code