توقع مصدر لبناني مطّلع على مسار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أن يتسلّم لبنان مقترحاً مكتوباً من الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، قبل نهاية الأسبوع المقبل. وتزامن ذلك، مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الأمني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، سيجتمع الخميس المقبل على الأرجح “لمناقشة مسودة الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية مع لبنان”.
المصدر اللبناني كشف لـ”الشرق” أن المقترح المكتوب الذي يفترض أن يستلمه لبنان “يتضمن إقامة منطقة أمنية بحرية أشبه بمنطقة عازلة، تكون تحت رقابة الأمم المتحدة”، مؤكداً أن “هذه المنطقة، ومسار خط الطفافات البحرية التي تحدد الحدود البحرية بين البلدين، لن تكون مرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي نقطة حدودية على البر اللبناني”، في إشارة إلى النقطة B1 التي سبق أن طالبت إسرائيل بالسيادة عليها، والتي تقع عند منطقة رأس الناقورة الحدودية، وهي عبارة عن موقع استراتيجي جداً يطل على الأراضي الإسرائيلية”.
سيادة كاملة
وشدد المصدر على أن “المقترح الذي سيتسلمه لبنان، يتضمن سيادة لبنانية كاملة على حقل قانا البحري، بما يعيد إلى الأذهان معادلة (قانا مقابل كاريش) التي سبق أن أطلقها الجانب اللبناني من قبل”.
ونفى المصدر وجود أي نوع من أنواع الشراكة المباشرة وغير المباشرة في ما يتعلق بأعمال التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما من الحقول المحاذية لبعضها البعض أو المتداخلة بين الجانبين”.
وأشار المصدر إلى أنه بعد تسلم لبنان رسالة هوكستاين، ستعمد الجهات السياسية العليا إلى دراستها والموافقة عليها، ومن ثم تحال مجدداً إلى اللجنة المتخصصة بملف الحدود البحرية للتحقق من نقاطها، ليتم بعد ذلك إعلان الموافقة عليها”.
اعتبارات عدة
ورأى المصدر اللبناني أن “ما سرّع عملية التوصل إلى تفاهم، يتعلق بنقاط عدة، من بينها أزمة الطاقة في أوروبا، والضغوط التي مارسها الرئيس الأميركي جو بايدن على الجانب الإسرائيلي لتسريع التوصل إلى اتفاق، إضافة إلى وجود نيّة إسرائيلية بوضع نهاية لهذا الملف لاعتبارات داخلية في إسرائيل”.
وكشف أنه “بعد إعلان لبنان قبوله بما تنص عليه الورقة التي يحملها الوسيط الأميركي، سيعمد إلى بعث رسالة إلى الأمم المتحدة، يثبّت فيها حدوده البحرية وفقاً لما تتضمنه تلك الورقة، على أن تبعث إسرائيل برسالة مماثلة”.
وشدد المصدر على أن “الجانب اللبناني كان حريصاً، ومنذ البداية، على عدم السماح بأي خطوة تجعل عمليات التنقيب عن الغاز واستخراجه أشبه بتطبيع غير مباشر مع إسرائيل”.
وكان مصدر لبناني مطلع على مفاوضات الترسيم، قال لـ”الشرق”، السبت، إن الملف المذكور “دخل مرحلة حسّاسة وحرجة”، لافتاً إلى أن “الساعات والأيام المقبلة، ستكشف ما إذا كانت الأمور ستشهد نهاية إيجابية أو تعود إلى المربع الأوّل”.
عون: إيجابيات قريبة
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون، أعلن الثلاثاء، أن “ملف الغاز والنفط الناتج عن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، على السكة الصحيحة ويتطور بشكل جيد جداً، ولعلنا نستمع إلى أشياء إيجابية في القريب العاجل ما من شأنه أن ينقلنا إلى موقع استراتيجي مهم جداً مرتبط بمستقبلنا ومستقبل أجيالنا”. وفقاً لما نقله عنه وزير العمل مصطفى بيرم.
شينكر: مكاسب لبنانية
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي السباق لشؤون الشرق الأدنى، كشف في حوار خاص مع “الشرق” في 24 سبتمبر، أن “لبنان نال مكاسب في الاتفاق، وحصل تقريباً على نسبة مئة في المئة من كل ما طلبه” في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، معرباً عن اعتقاده بأن “التوقيع بات قريباً”.
اقرأ أيضاً:
Google News تابعوا أخبار الشرق عبر