بدأت القصة مع تنازل عمها إدوارد الثامن عن العرش لوالدها جورج السادس، مما جعلها وريثة العرش بعدما كانت بعيدة عنه، وهو ما استلزم البدء في تحضيرها لهذه المهمة الجسيمة.
كيف كانت طفولتها؟
ولدت الأميرة إليزابيث في منزل جدها في مايفير في 21 أبريل 1926، عُرفت باسم ليليبت، وكانت الطفلة الأولى للملك جورج السادس، وولدت أختها مارغريت بعد أربع سنوات في عام 1930.
وقالت سارة جريستوود، الكاتبة والمؤرخة الملكية، لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية: “على الرغم من أن إليزابيث كانت قريبة من أختها، إلا أن شخصياتهما كانت مختلفة جدا”.
وأضافت: “في طفولتها المبكرة، كان بإمكانك رؤية بعض سماتها التي من شأنها أن تحدد حياتها المستقبلية كملكة”.
حب للخيول واللغة الفرنسية
وأكملت: “لم تذهب الطفلتان إلى المدرسة وتلقتا التعليم على يد معلمين في المنزل بدلا من ذلك، وعندما كانت إليزابيث في السادسة من عمرها ومارغريت في الثانية، أحضرت العائلة امرأة شابة اسكتلندية تدعى ماريون كروفورد لتكون مربية لها”.
ولفتت جريستود إلى أن الملكة إليزابيث طورت حبها للخيول في سن الثالثة عندما بدأت بركوبها حول العقارات الملكية مع والدها.
وأضافت: “مع تنازل عمها إدوارد عن العرش بسبب زواجه من أميركية، أصبح جورج السادس ملكا، وإليزابيث وريثته الواضحة، لتنتقل برفقة مارغريت إلى قصر باكنغهام، وبدأت إليزابيث، بالاستعداد لدورها في المستقبل”.
وأكملت: “تلقت الأميرة الشابة دروسا خصوصية من قبل خبير الذي علّمها الدستورين البريطاني والأميركي، كما قامت مربية فرنسية بتعليمها الفرنسية بطلاقة”.
الحياة العامة بدأت في الحرب
وتابعت جريستود: “كانت الأسرة في إجازة في بالمورال، عندما كان الغزو الألماني لبولندا في سبتمبر 1939 بمنزلة بداية الحرب العالمية الثانية، وسافر الملك جورج السادس والملكة الأم إلى لندن وتركوا الأميرات في رعاية مربياتهم”.
وأضافت: “بعد فترة قصيرة انتقلوا إلى وندسور، حيث مكثوا طوال الحرب تقريبا، والوجود في القلعة أثناء الحرب يعني أن الأخوات ربما كانتا معزولتين عن العالم الخارجي للغاية”.
ولفتت إلى أن “سنوات الحرب شهدت بداية حياة إليزابيث العامة، إذ ألقت أول كلمة إذاعية وهي في الرابعة عشرة من عمرها عام 1940”.
وقالت الأميرة الصغيرة لمستمعي ساعة الأطفال على قناة “بي بي سي”: “أنا وأختي مارغريت روز نشعر بكم، كما نعلم من التجربة ما يعنيه الابتعاد عن أولئك الذين نحبهم أكثر من أي شيء آخر”.
وأضافت جريستود أن “كلمة إليزابيث أدت دورا في حشد أميركا للانضمام إلى حرب بريطانيا ضد ألمانيا النازية، وفي تلك السن المبكرة جدا، تم استدعاؤها للعب الدور الذي ستلعبه لاحقا، الدبلوماسية الناعمة.”
الخدمة العسكرية
وتابعت: “بعد عامين وفي الأشهر الأخيرة من الحرب، أقنعت إليزابيث والدها بالسماح لها بالانضمام إلى الخدمة الإقليمية، لقد كان ذلك تحريضا كبيرا منها، إذ كان بمنزلة استدعاء لكل فتاة أخرى في مثل عمرها”.
ولفتت إلى أنه عندما انتهت الحرب وخرج الآلاف للاحتفال بيوم الحرب العالمية الثانية، مُنحت إليزابيث ومارغريت فرصة غير عادية للاختلاط بين الحشود في لندن، الأمر الذي وصفته الملكة لاحقا بأنها واحدة من أفضل ليالي حياتها.
وأكملت جريستود روايتها: “قبل اندلاع الحرب، كانت العائلة قد ذهبت لزيارة كلية دارتموث البحرية حيث كان يتدرب أمير اليونان الشاب فيليب، ومنذ اللحظة التي التقيا فيها، عرفت إليزابيث من تريد”.
وأثارت وفاة الملكة إليزابيث (96 عاما)، الخميس، حزنا عميقا وإشادات حارة من مختلف دول العالم، إثر قضائها 70 عاما على العرش.