أبوظبي في 14 أغسطس / وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بمسيرة التعليم في دولة الإمارات والذي تعدى دوره من مجرد تقديم المعرفة والعلوم للطلاب إلى حماية أسس المجتمع وتعزيز روابطه وحمايته من أي مؤثرات سلبية أو أفكار هدامة.
كما سلطت الصحف في افتتاحياتها الضوء على المشهد الليبي وترشيح أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة للدبلوماسي السنغالي عبدالله باثيلي مبعوثا خاصا جديدا للمنظمة الدولية في ليبيا ما يوفر فرصة لانخراط إفريقي أكبر في جهود إنهاء الأزمة في هذا البلد العربي.
فتحت عنوان “تعليم بمقاييس عالمية” .. قالت صحيفة “البيان” إن دولة الإمارات أولت منذ تأسيسها، قطاعَ التعليم اهتماماً كبيراً، وعلى مدى العقود الأخيرة تَمحور اهتمام القيادة الرشيدة حول تعزيز الجهود الرامية إلى بناء نظام تعليمي ينافس ما يماثله في الدول المتقدمة، مسخّرة كل إمكاناتها لتحقيق غاياتها.
وأوضحت أن انطلاقة مسيرة التعليم في الإمارات جاءت بخطى حثيثة منذ قيام الاتحاد، وحتى الآن، مُسجلةً علامات فارقة، شهدت جهوداً كبيرة، بذلتها الدولة ولا تزال تبذلها من أجل تطوير التعليم كماً ونوعاً على الصعد كافة، حيث تحوّل التعليم من الكتاتيب إلى التعليم بضغطة مفتاح على الألواح الذكية، وصولاً إلى منصات التعلم عن بُعد.
ونوهت الصحيفة إلى أن “مئوية الإمارات 2071” حددت أهم خصائص التعليم المستهدف الذي يجب توفيره لضمان تجهيز أجيال المستقبل وتأهيلها لخدمة مجتمعها، حيث يشمل تحقيق مستهدفات عدة، من بينها، التركيز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، والعمل على تدعيم وتثبيت القيم الأخلاقية والوطنية وتعزيز الإيجابية، وتعليم الطلاب مبادئ استشراف المستقبل، وغرس ثقافة الانفتاح لدى الطلبة، ووضع آليات لاستكشاف المواهب الفردية للطلبة منذ المراحل الدراسية الأولى، وضمان وجود جامعات إماراتية ضمن قوائم أفضل الجامعات عالمياً، تكون جاذبة للطلبة والأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وأكدت “البيان” في ختام افتتاحيتها أن مسؤولية ودور المنظومة التعليمية أشمل من مجرد تقديم المعرفة والعلوم للطلاب، بل تتعدى ذلك إلى حماية أسس المجتمع وتعزيز روابطه وحمايته من أي مؤثرات سلبية أو أفكار هدامة، مشيرة إلى أن الإمارات تواصل من هذا المنطلق عبر وزارة التربية العمل على ترسيخ منظومة قيم المجتمع وثقافته في المناهج الدراسية، وتطوير الممارسات التعليمية، وأساليب التعلم الحديثة بما يضمن تنشئة جيل متسلح بالعلم والمعرفة والقيم والأخلاق الرفيعة، حتى يسهم في نهضة وطنه، من خلال الأدوار المهمة المنوطة به عبر تنمية المجتمع وتقدّم بلاده.
من ناحيتها رأت صحيفة “الخليج” أن ترشيح أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسي السنغالي عبدالله باثيلي، مبعوثاً خاصاً جديداً للمنظمة الدولية في ليبيا، خيار مناسب، في ظل الظروف بالغة التعقيد التي تتركها المستشارة الأممية السابقة ستيفاني وليامز خلفها.
وقالت الصحيفة – تحت عنوان “ليبيا.. والمبعوث الجديد” – يأتي ترشيح السنغالي عبدالله باثيلي، في وقت حاسم تشهد فيه العملية السياسية أوضاعاً متقلبة تضعها على مفترق طرق ووسط احتمالات قصوى بين النجاح في إكمال مسارات الحل السياسي وإنهاء الأزمة أو تكرار الفشل والانكفاء باتجاه السجالات القديمة والعودة إلى مربع المواجهة.
وأضافت أن إسهام المستشارة الأممية السابقة ستيفاني وليامز، كان بارزاً، لكن الهشاشة والجمود والانسداد الدستوري وانقسامات السلطة في ليبيا لا تزال تخيم على الأوضاع مع بقاء الخلافات بين القادة السياسيين حول العديد من القضايا وتصاعد الاشتباكات بين ميليشيات طرابلس والنزاع المتجدد حول السيطرة على مؤسسة النفط الوطنية.
ونوهت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي السنغالي له تجارب وخبرات هامة علاوة على التخصص الأكاديمي الضروري في نزاعات القارة حيث عمل وزيراً للبيئة والطاقة وترشح لمنصب الرئاسة في بلاده في العام 2007، وعلى المستوى الإقليمي، تولى مهام الوساطة والمصالحة في الأزمات السياسية بجمهورية مالي وإفريقيا الوسطى، كما أنه ليس طارئاً جديداً على المشهد الليبي وتعقيداته المتشابكة، إذ ترأس العام الماضي لجنة المراجعة الاستراتيجية لعمل البعثة الأممية في ليبيا .
وأوضحت أن اختيار هذا الوسيط السنغالي المخضرم، يتيح فرصة لانخراط إفريقي أكبر في جهود إنهاء الأزمة في ليبيا إذ عبّر قادة الاتحاد الإفريقي في مناسبات مختلفة عن الرغبة في زيادة مساهمة الاتحاد في الجهود الدبلوماسية الدولية لتسوية الأزمة ومساعدة الليبيين للتوصل إلى حلول سياسية تضع حداً للفترات الانتقالية، مشيرة إلى أن الاهتمام الإفريقي بالمشاركة الواسعة في جهود إنهاء النزاع الليبي خصوصاً، يكمن في إمكانية معالجة التحديات الأمنية التي يطرحها استمرار الأزمة على ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحيتها إن التصويت على اختيار باثيلي يتزامن مع جلسة مقررة للبرلمان الليبي تناقش ملف توزيع المناصب السيادية وهو أحد أكثر الملفات الخلافية أهمية بين القادة بسبب التباين في وجهات النظر حول طرق وآليات ومعايير اختيار وتوزيع هذه المناصب والأسماء المرشحة لتولي الوظائف السيادية، مشيرة إلى أن مناقشات البرلمان تمثل نقطة انطلاق مناسبة لرئيس بعثة الأمم المتحدة الجديد، بسبب أهمية البنود التي يناقشها، والتي تعكس العقبات الأخيرة أمام التوصل إلى توافق وطني يقود إلى توحيد مؤسسات الدولة السيادية ويمهد الطريق لإجراء الانتخابات.
– خلا –