ت + ت – الحجم الطبيعي
تبعث قصص الناجين من مرض السرطان بمختلف أنواعه الكثير من الأمل للمرضى، وتحثهم على تقبل العلاج، والسير بثقة نحو مرحلة التعافي، ولدى الناجين أو المرضى الذين في طور التماثل للشفاء تجارب تمكنهم من توعية غيرهم، فقصصهم تكشف أن معاناة مريض السرطان يمكن أن تنتهي كلما تحلى بالروح المعنوية العالية، وكلما وقف المحيطون به إلى جانبه لتمكينه من مواجهة المرض، منهن الطالبة نرمين علي التي تحدت سرطان العظام بالتحلي بالصبر والأمل وإكمال الدراسة الثانوية بتفوق ونسبة نجاح 94% وترغب بالتخصص في مجال التغذية بجامعة الشارقة.
دعم
نرمين علي هي إحدى المريضات بسرطان العظام اللواتي تساهم جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة في دعمهن للوصول إلى مرحلة التعافي، روت لـ «البيان» أنها أصيبت بالمرض وهي في سن السابعة عشرة من عمرها، وبدأت مرحلة علاجها عندما كانت جائحة «كوفيد 19» في ذروة انتشارها ما جعل بداية العلاج متزامنة مع الوباء الذي سبب القلق للجميع، لكنها استطاعت أن تتجاوز تلك المرحلة، وقد وجدت تحسناً كبيراً بعد أن قررت التحلي بالأمل.
وذكرت أن بداية الأعراض ظهرت على شكل ألم في الرجل كانت تشعر به لدقائق ثم يختفي، إلى أن عثرت على الطبيب المختص الذي تمكن من تشخص حالتها وكشف سر ألمها وعرفت أنها مريضة بسرطان العظام.
نضج
وتؤكد نرمين أن مرضى السرطان ينضجون خلال مرحلة مواجهتهم للمرض فكرياً، لأنهم لا يجدون أمامهم سوى التعامل بالحكمة والصبر للتغلب عليه، ويرون أن الأشياء كلها تتضاءل أمام الهدف الأساسي الذي يسعون إليه وهو التعافي، ومع الأمل وقوة الإيمان والثقة بالله، يختفي اليأس، كما أنها تمكنت رغم مرضها من النجاح في دراستها وحصلت على شهادة الثانوية بنسبة 94%، وقاومت الألم بشجاعة ولم تستسلم، وأصبحت بالنسبة للمنتسبات إلى جمعية أصدقاء مرضى السرطان من المريضات اللواتي يلهمن غيرهن بضرورة مواصلة العلاج وممارسة الأنشطة الدراسية والحياة الطبيعية، لأن ذلك يساعد المريضة على تمكين ذاتها وعلى أن تكون فاعلة في مجتمعها.
تدرج
وقالت في حديثها عن تجربتها مع سرطان العظام: «السبب في إهمال الكشف المبكر لسرطان العظام أن غالبية المرضى لا يتوقعون أنهم مصابون بالمرض لذلك لا يذهبون للكشف، لأنهم يعتقدون أن الأعراض ناتجة عن أسباب صحية أخرى، لكن الصواب هو أن يسارع كل شخص يشعر بأعراض سرطان العظام إلى الكشف فوراً»، لافتة إلى أن المرضى الذين في طور العلاج وفي طريقهم إلى التعافي عليهم أن يأخذوا وقتهم الطبيعي، لأن التعافي الجسدي من المرض يليه التعافي المعنوي والعودة إلى الحياة الطبيعية بالتدريج، وذلك ما استفادته من الدعم الذي حظيت به بدورها من إحدى الناجيات من السرطان.
تجربة
ومن واقع تجربتها تنصح نرمين مرضى السرطان بأن يحصلوا على الدعم المعنوي والنفسي من خلال الاقتراب من الأشخاص الذين مروا بتجربة المرض والتعافي، لأن لديهم من الخبرة النفسية في التعامل مع المرض أكثر من غيرهم، مبينة أنها وجدت الدعم المعنوي من جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة والتي تركز جهودها التوعوية على دعم المرضى وحث المجتمع على منحهم الأمل في التغلب على الأنواع المختلفة من مرض السرطان ومن ضمنها سرطان العظام، وأهمية الكشف المبكر للمرض عند الشعور بأي عرض من الأعراض التي تدل عليه، بعد أن ثبت أن سرطان العظام يشبه الأنواع الأخرى من السرطانات التي يؤدي الكشف المبكر عنها إلى نجاح مرحلة العلاج.
تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز