خلق اقتحام عدد من المصارف اللبنانية واحتجاز رهائن فيها أزمة جديدة في البلاد في ظل تكرار مشهد الاقتحام على مدار الأيام الماضية من جهة، وإصرار المصارف على فرض قيود على سحب المودعين لأموالهم من جهة أخرى، إضافة إلى عدم إقرار السلطات خطة التعافي التي أعلنتها من قبل.
وتوالت ردود الأفعال الواسعة إثر الاقتحامات و تصدر وسم المصارف اللبنانية مواقع التواصل الاجتماعي حيث ندد مغردون بما يحدث في لبنان مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية تنقذ البلاد من النفق المظلم الذي دخلت فيه .
ماذا حدث؟
وتكررت عمليات اقتحام مصارف لبنانية خلال الأيام الماضية حيث أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن مودعين اقتحموا 7 بنوك منذ صباح الجمعة حيث تم اقتحام البنك اللبناني الفرنسي” فرع المريجة ومصرف “بلوم بنك” فرع الكونكورد. كما تم اقتحام البنك اللبناني الفرنسي فرعي الكفاءات والحمرا، وبنك لبنان والخليج في الرملة البيضاء. وذكرت الوكالة أنه تم صباح الجمعة اقتحام بنك لبنان والمهجر في منطقة الطريق الجديدة من قبل أحد المودعين حيث تم خلع البوابة الرئيسية للبنك دون الدخول إليه.
وكان مصدر أمني أكد أن رجلا يحمل مسدسا تبين بعد ذلك أنه لعبة، اعتُقل بعد أن اقتحم مصرفا لبنانيا الجمعة، لاستعادة مدخراته المجمدة .
ومنعت البنوك اللبنانية معظم المودعين من الحصول على مدخراتهم منذ ثلاثة أعوام بعد أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية، ليصبح الكثير من السكان غير قادرين على دفع تكاليف احتياجاتهم الأساسية.
جمعية المصارف اللبنانية ترد
على خلفية هذه الحوادث أصدرت جمعية المصارف اللبنانية بيانا أدانت فيه بالاقتحامات وأصدرت قرارا بإغلاق كافة المصارف لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الإثنين المقبل في خضم أزمة اقتصادية من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
جلسة للبرلمان اللبناني
وتوالت ردود فعل السياسيين وأعضاء الحكومة اللبنانية على سلسلة الاقتحامات التي شهدتها البلاد حيث شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على ضرورة انقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه.
وقال ميقاتي خلال مشاركته في جلسة للبرلمان ان هناك مأساة في المدن اللبنانية وان المواطنين لم يعد باستطاعتهم شراء الدواء والغذاء بسبب ارتفاع الاسعار.
ودعا وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي “للبحث في الاجراءات الأمنية التي يُمكن اتخاذها”. وصرح مولوي إثر الاجتماع بأن استرداد الحقوق بهذه الطريقة “يهدم النظام ويؤدي إلى خسارة باقي المودعين لحقوقهم”.
وفي خطاب له دعا حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله المسؤولين إلى تأليف خلية أزمة وخلية طوارئ لإيجاد حلول حقيقية مؤكدا أن المعالجة الأمنية لا تكفي.
كما غرد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه الخاص عبر “تويتر” قائلا: “إن عمليات اقتحام المصارف التي حصلت اليوم والفوضى التي رافقتها: هذا هو لبنانهم. لن يخرجنا من لبنانهم إلى لبنان الذي نطمح إليه سوى رئيس إنقاذ”.
مغردون ضد العنف
انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بين منتقدين لعمليات الاقتحام وآخرين ألقوا باللوم على الحكومة مطالبين بتنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها٫ فيما شكك آخرون في توقيت هذه العمليات مؤكدين أنها ليست الأسلوب الأمثل لعلاج الأزمة.
الإعلامية والكاتبة اللبنانية نوال الأشقر قالت إن موجة اقتحامات المصارف تكبر مثل كرة الثلج.
كما شكك آخرون في هذه العمليات وتزامنها.
البعض ألقى باللائمة على الحكومة اللبنانية مشدداً على ضرورة محاسبتها.
وطالب أحد المغردين السلطات بإعادة حقوق المودعين.
فيما اعتبرت مغردة أن ما يحدث اليوم نتيجة طبيعية لعدم أجراء حوار وطني.