التخطي إلى المحتوى


باقتضاب أرسلت تقول “عندي مشكلة وسوسة النظافة، أغسل يدي دائمًا بسبب وبدون سبب، كلما لمست شيء أشعر برغبة ملحة أن أغسل يدي بالصابون”، بالمزيد من الأسئلة والتفكير بدأت تتذكر متى وكيف بدأت المشكلة “لم أكن كذلك طيلة حياتي، أذكر أن هذا حدث بعدما لاحظت أن أبي يهمل في النظافة ولا يغسل يديه حتى بعد أن يفعل شيئًا يتطلب ذلك كأن يتخلص من القمامة أو يدخل الحمام. من وقتها أصبحت أركز جدًا معه وأركز مع نفسي وأصبحت أشعر بالقرف من لمس أي شيء في البيت لمسه حتى لو كان مفتاح البوتجاز أو ريموت. كلما لمست أي شيء أغسل يدي فورًا وأتجنب لمس أي شيء إلا في حالة الضرورة”.


 


استطردت: “المصيبة أنني تزوجت وزوجي أيضًا يكرر أفعال أبي، وبالتالي أشعر بنفس القرف حين ألمس أي شيء وهو منزعج من ذلك ويسخر مني حين يراني أغسل يدي أكثر من اللازم. ماذا أفعل؟”.


 


****


عرضنا المشكلة على الدكتور ريمون ميشيل استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى وتعديل السلوك الذي قال: في البداية وقبل طرح الحلول علينا أن نميز أولًا بين الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري، فالشخصية الوسواسية لا ترى ولا تعترف بوجود مشكلة شخصية، فهي تشعر أن تصرفاتها طبيعية ولا تود التغيير من الأساس، ولكنها ترى المشكلة في كيفية التعامل مع الآخرين وإقناعهم بأن الأمر طبيعي، أما الوسواس القهري فهو اضطراب نفسي يصاب به الشخص، تتمثل فكرته الأساسية في ظهور أفكار مزعجة وغير مرغوب فيها ولكنها مُلحة ومزعجة تطارد الشخص وتتحول إلى أفعال متكررة يصعب التخلص منها، وهنا يقتنع المصاب به أنها أفكار وأفعال غير منطقية ويود التخلص منها، ولكنه غير قادر على ذلك بمفرده، فيطلب المساعدة الطبية ويتلقى العلاج الدوائي لما تسببه له من أعراض مزعجة، ومن أمثلة ذلك وسواس النظافة بتكرار غسل الأيدي مثلا لخمس أو ست مرات متتالية للتأكد من أن نظافتها.


 


وبخصوص ما ورد في نص رسالتكم فلا شك أن الأمر مزعج لكِ وللآخرين أيضًا، ولكن يمكن لتلك الحالة أن تعالج تمامًا أو أنها تتحسن بدرجة كبيرة عند الالتزام بالتعليمات والإرشادات التالية والتي تقوم على أسس منهجية علمية وهي معروفة لدى المعالجيين والأطباء.


 


أحد البرامج العلاجية السلوكية تقوم أولًا على تحقير الفكرة بأن يردد الشخص عبارة لن أغسل يدي إلا مرة واحدة فذلك يكفي لقتل البكتيريا والجراثيم ولن أستجيب لأي فكرة أخرى، ثم يتعرض الشخص لنوع من الأوساخ يغمر اليدين بها ثم ينتظر الشخص فترة قصيرة ويتم استخدام كمية بسيطة فقط وكافية من الماء والصابون، يكرر ذلك عدة مرات في اليوم ويسمى ذلك كبح الاستجابة المرضية، كما يمكن أيضًا ربط الفعل بألم جسدي فعند غسل الأيدي للمرة الثانيه والثالثة يربط الشخص الفعل بألم بأن يضرب يديه قليلا فهذا يسمى الارتباط الشرطي السلبي بين الألم والوسواس، وتلك الوسائل يتم استخدامها في جلسات العلاج النفسي ومعروفة لدى الأطباء النفسيين وتأتي بنتائج جيدة خلال فترة الالتزام بها ويتحسن المريض بدرجة كبيرة خلال أسابيع قليلة، أتمنى تطبيق تلك التقنيات السلوكية.


 


توجد الآن أدوية جيدة جدا وفعالة لعلاج الوساوس القهرية، والأدوية التي تستخدم لعلاج الوسواس القهري هي نفس التي تعالج الاكتئاب، لأن المنشأ البيولوجي واحد والذي يكون مرتبط غالبًا بخلل في مادة السيروتونين في الدماغ، فكل الأدوية النفسية التي تعالج الوسواس القهري تستخدم أيضًا لعلاج الاكتئاب النفسي.


 


لذا نرى أنه من الأفضل لكِ  تطبيق العلاج السلوكي المذكور ومن الأفضل أن يتم العلاج تحت إشراف المعالج أو الأخصائي النفسي، مع ضرورة المتابعة لتناول العلاج الدوائي الذي يساعد في علاج هذا النوع من الوساوس ويحسن الحالة بدرجة كبيرة. 


 


صفحة وشوشـة


فى إطار حرص “اليوم السابع” على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت “اليوم السابع” خدمة “وشوشة” لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.


يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.


 

Scan the code