إن كان اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي برئيس الجمهورية ميشال عون بعد نحو شهر من القطيعة غير المعلنة، بثّ بعض الإيجابيات حيال حلحلةٍ ما قد تطرأ على الملف الحكومي المتعثر، فإن كل المؤشرات والمواقف المرافقة بدت كأنها تصبّ في الواقع في إطار تعويم الحكومة الميقاتية مع تعديلات طفيفة ربما جرى التداول فيها في اليومين الماضيين، فيما بدا في المقابل أن الملف الحكومي عاد ليتقدّم على الاستحقاق الرئاسي. وما بين الكلام في الحكومة أو الكلام في الرئاسة المستحقة بعد نحو شهرين، أو الكلام الاقتصادي المستجد في الموازنة والدولار الجمركي، يبدو أن عملية ذَرّ الرماد في العيون مستمرة وبنجاح تام، بحيث تشغل الساحة الداخلية بعناوين كبيرة لا ترتكز في الواقع على أيّ معطى جدّي وواقعي في مقاربة الاستحقاقات الداهمة، بل تكرّس حال التخبّط التي تعيش تحت وطأتها البلاد وسط سوء إدارة فاضح للأزمات المتفجرة. لم يكد الكلام يرتفع عن دولار جمركي تسعى الحكومة المستقيلة الى تسويقه بهدف تحسين جبايتها حتى قفز الدولار في السوق الموازية، وقفزت معه أسعار سلع، فيما تدرس شركات بيع السيارات، وهي الأكثر تأثراً بالسعر…
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من “النهار”
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن