التخطي إلى المحتوى

بعد ما يقارب العام على مصالحة تاريخية أنهت أزمة دبلوماسية حادة بين المغرب وإسبانيا، لا يزال “البرود”، يهيمن على العلاقات بين البلدين، بحسب صحيفة إسبانية.

ومن علامات عدم إحراز تقدم في العلاقات، عدم عقد اجتماع رفيع المستوى، كان قد اتفق على عقده ملك المغرب، محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز.

وفيما أرجعت صحيفة “إسبانيول”، نقلا عن مصادر  مقربة من المخابرات المغربية، “البرود” في العلاقات الثنائية إلى عدم وجود أي دور للملك الإسباني في العلاقة بين مدريد والرباط، ربط محللون بين وضع الوضع القائم وقضية الصحراء الغربية.

وفي أبريل الماضي وقع المغرب وإسبانيا اتفاقا مشتركا ينهي الأزمة ويمهد الطريق لاستئناف اجتماعات رفيعة المستوى بين البلدين، كانت قد توقفت منذ سنوات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن الاجتماع لن يعقد في 2022 كما منتظرا، كما بات الآن غير ممكن عقده في 2023 لأنها سنة انتخابات في إسبانيا.

وكشف وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، الثلاثاء، في اجتماع مع صحفيين إسبان أنهم ما زالوا “يدرسون التواريخ للاتفاق على موعد للاجتماع”.

وخلال سبع سنوات من عدم عقدها، قام المغرب في ثلاث مناسبات بتأجيلها، ولا تزال مدريد تنتظر من الرباط أن تحدد موعدا للقمة.

وستكون الأسابيع الأولى من عام 2023 هي آخر فترة ممكنة، لكن وفقا لدبلوماسيين تحدثوا للصحيفة “سيكون من المعقد بالنسبة للحكومة تنظيم اجتماع من هذا المستوى في منتصف فترة انتخابية”.

وخلافا لما تقوله الحكومة الإسبانية، تنقل الصحيفة عن مصادر في دوائر المخابرات المغربية، قولها إن السبب قد يعود إلى تهميش الحكومة الإسبانية أي دور للملك الإسباني في العلاقات مع الرباط.

وتقول الصحيفة إن أغلب المشاكل التي عانتها إسبانيا مع بعض الدول العربية كان دائما يحلها الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، وبعد التنازل عن العرش، سيتعين على ابنه القيام بذلك”، يوضح مصدر استخباراتي.

تذبذب الموقف الإسباني 

ويستعبد أستاذ العلوم الدستورية بجامعة ابن طفيل بالمغرب، رشيد لزرق، أن يكون السبب ما نقلته الصحيفة، ويشير في حديث لموقع “الحرة” إن سبب تأخر عقد الاجتماع يعود إلى تركيبة الحكومة الإسبانية نفسها”.

ويوضح لزرق أن الحكومة الإسبانية الحالية تضم حزب بوديموس، وهو حزب يميني متطرق يعادي المغرب وله مواقف معادية له في قضية الصحراء.

ويستبعد ما قالته الصحيفة عن دور الملك، مشيرا إلى أن  إسبانيا ملكية برلمانية، بمعنى أن الملك في إسبانيا له سلطات شرفية.

ويقول لزرق إنه رغم التذبذب الإسباني الأخير في قضية الصحراء، فإن “العلاقات لم تصل إلى مرحلة القطيعة”، إذ إن إسبانيا والرباط يوصلان حل الخلافات عبر التواصل الدائم.

وكان الإعلام الإسباني كشف أن بيدرو سانشز، قرر استبعاد أي وزير من حزب “بوديموس” من الاجتماع الرفيع بين البلدين لتجنب “الانحرافات المحتملة”.

وفي أبريل الماضي، وبمبادرة من حزب بوديموس اليساري المشارك في حكومة سانشيز، ندد البرلمان الإسباني بتخلي الحكومة عن موقفها “التاريخي” المحايد حول النزاع في الصحراء الغربية، بعدما قررت تأييد مقترح المغرب منح المنطقة المتنازع عليها حكما ذاتيا، لتجاوز أزمة دبلوماسية مع الرباط.

وتجد إسبانيا نفسها في وسط أزمة الصحراء الغربية التي يقترح المغرب منحها حكما ذاتيا تحت سيادته كحل وحيد النزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر المجاورة بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة. 

Scan the code