“بعيداً عن المبالغة، من الممكن أن نقول أن الحياة بأسرها وباختلاف كل شيء فيها مبينة على ماذا نتوقع منها، في الاقتصاد، في السياسة في الحروب وفي حياة الفرد، عندما تتوقع كثيراً تتألم كثيراً”
مارك مانسون
عبد اللطيف مصطفى في كتابه أساسيات النظام المالي، يوضح في نظريته (كفاءة السوق)، مدى كفائه السوق وارتباطها بما نتوقع من هذا السوق ، ليقول:
إن كفاءة السوق تتحدد بمدى ما يعكس لك السعر المعلومات ، وقلة هذه المعلومات تعني أن السوق بشكل أو بآخر غير كفئ ، ولا ينصح التداول به وعلى هذا نحدد ثلاث نظريات أحدها الصيغة القوية و التي لا نفع فيها للتنبؤ في سوق تخلو منه الكفاءة و إن فرضنا أن السوق في الأساس يعكس كامل ما لديه من معلومات حينها نحن و صناعه سواسية.
آخر التطورات الفنية
مؤخراً تداول بانخفاض من 1930 ، وحتى 1910 وقد نوهنا في مقالنا السابق بعنوان: الذهب سيكذب جميع المحللين أن الذهب عليه أن يختبر 1910 قبل أي خطوة وهذا نظراً لارتفاع الفوليوم عند تلك المستويات ، وحالياً يسعدنا أن نخبركم أن الشق الأول من القانون قد تحقق لننتظر الشق الثاني.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
“عليك أن تعلم أن صناع السوق جميعهم، ومهما بلغت مكانتهم المالية، فإنهم لا يستطيعون التحكم بالسوق ، وإنما يستجيبون للسوق فيجري السوق كما يريدون ، عندها يبدوا وكأنما يتحكمون بالسوق ، ولقد لقبو بصناع السوق لكونهم يتحكمون برغبات من يشارك في السوق لا في السوق”
– توم وليامز
الذهب في هذا الأسبوع بانتظار شريحة واسعة من الأخبار يمكن أن نقسمها على النحو التالي:
1. أخبار تدل على تحسن الواقع الأميركي ، مثل مؤشرات مبيعات التجزئة ، مؤشرات المنازل وارتفاعها تعني تحسن (وهذا ما نتوقعه))
2. أخبار ذو صلة بالفيدرالي
3. أخبار ذو بعد آخر ، مثل مخزون الولايات من النفط ، فإن انخفاضه لعدة مرات على التوالي ، انعكاس لركود تضخمي قد تمر به الولايات أو علائم لهذا الركود وهذا ما تكلمنا عنه في مقال بعنوان الأسواق أمام كذبة إعلامية.
الخلاصة من حيث التحليل الأساسي
يمكن القول أن الأخبار ستبدو أن الواقع في الولايات قد بدئ بالتحسن وخصوصاً يوم الثلاثاء حيث ستعزز من صالح مؤشر الدولار ليستهدف 103.5 ، ليكون لدينا أهم الاخبار المفصلية في مساء يوم الأربعاء و الخميس (وعلى هذا لن تكون الحركة القوية للذهب حتى مساء يوم الأربعاء).
الذهب بانتظار:
1. محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية و الذي سيوضح لنا جزء كبير من مخططات الفيدرالي مما قد يعكس من .
2. الميزانية العمومية للبنك الاحتياطي والتي ستصدر في مساء يوم الخميس وستعكس نتيجة ما أقدم عليه الفيدرالي في الأشهر الأخيرة.
التحليل الفني للسعر
بالنظر فنياً على السعر نلاحظ التالي:
1. السعر أعلى منطقتين سعريتين مهمتين وهما 1900، 1910 وهذا يجعل من السعر بحاجة فوليوم بيعي مفرط الارتفاع حتى نقول إنه سلبي، وهذا مستبعد في ظل وجود زخم لفوليوم شرائي مرتفع.
2. السعر أعلى الشق العلوي لنموذج راية استمراري صاعد، وهذا يجعله قابل للتذبذب.
3. السعر بهذا الهبوط أكمل 8 موجات سعرية و هو بذلك على استعداد لتشكيل رالي جديد ، ولكنه بحاجة شروط واسعة حتى نجزم بالرالي.
4. السعر أعلى الشق السفلي لترند صاعد.
5. السعر الحقيقي للذهب بما يتوافق مع قيمة مؤشر الدولار الحالية وفقاً لمعادلة تحديد السعر الأولي هو 1895 وهذا يجعلنا ضمن خيار أن السعر سيزور تلك المنطقة خيار غير مستبعد.
الخلاصة الفنية
نتوقع من السعر أن يتماسك على الرغم من صعود الدولار إلا أن هذا التماسك سيكون من نوع تذبذب ما بين 1914 و 1890 منو النوع الحيادي ، أي لن تتضح الصورة حتى الأغلاق أعلى أو أسفل منطقة التذبذب ، وأن خيار الصعود بحال لو كان وارداً فلن يكون بهذه السهولة.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
“ ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول”
– مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد ، ولا يسعنا سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة ، فعليه نقول:
السيناريو الأول
الشرط: انخفاض بمخزون النفط ، الإغلاق أعلى 1910 بعد اختبار 1900
دقة السيناريو: 60%
حينها نتوقع استهداف سعري صاعد لمستويات 1950 ، 1985
السيناريو الثاني
الشرط: بقاء المخزون على حالة ، ميزانية الاحتياطي إيجابية ، الإغلاق أسفل 1890 مرتين على التوالي في مساء يوم الأربعاء
دقة السيناريو: 40%
نتوقع حينها هبوط لمستويات لا تقل عن 1850 ، وهنا نقول أن الفيدرالي نجح ببيع الوهم.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ… فترة الحيرة في الأسواق تذكرني بمقولة أحد أعظم من قابلتهم في مسيرتي التعليمية ، وهو مدير بنك الخليج العربي ، وهي أن المحلل عليه أن يقرأ يومياً ثلاث ساعات مقارنة بالمتداول الذي عليه أن يستعين بما يقرأه المحلل و يزيد عن الأربع ساعات قراءة ، وهذا لأنه ضمن ساحة التوقعات لا خارجها.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر…
Twitter: @omarsyyah