التخطي إلى المحتوى

قدم المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكستين، الأسبوع الماضي، إلى إسرائيل ولبنان اقتراح تسوية جديد فيما يتعلق بالمسار المحدد الذي تمر على طوله الحدود البحرية بين البلدين في البحر المتوسط، وفق صحيفة هارتس.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين وأمنيين تفاؤلهم بشأن فرص التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع في المستقبل القريب.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لبدء استخراج الغاز من حقل كاريش، بالتزامن مع تزايد تهديدات حزب الله بعرقلة العمل في الحقل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ويرى لبنان أن الحقل المذكور يقع في قسم من المياه المتنازع عليها مع إسرائيل، في حين تعتبر إسرائيل أنه يقع في منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وتسارعت منذ بداية يوليو التطورات المرتبطة بهذا الملف إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين استأجرتها لحساب إسرائيل شركة “إينيرجيان ” ومقرها لندن، على مقربة من حقل كاريش. ودفعت الخطوة بيروت للمطالبة باستئناف المفاوضات بوساطة أميركية.

وأفاد مصدر مطلع للصحيفة الإسرائيلية بأن اقتراح التسوية الجديد يركز على “الخط 23″، وهو خط وسط بين المطلب اللبناني (أقصى الجنوب) فيما يتعلق بموقع الحدود والخط الشمالي الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة إن الخط المقترح “أقرب إلى مطلب لبنان، لكن إسرائيل تريد منع الصدام ومتفائلة بأن الخلاف ستتم تسويته في المستقبل القريب”.

وأضافت: “القيادة الإسرائيلية على استعداد لتقديم تنازلات، معتبرة أن الهدف الأكثر أهمية هو تحقيق استقرار العلاقات بين الطرفين في البحر وتجنب اندلاع صراع عسكري محتمل بشأن النزاع في المستقبل”. 

وفي الاتصالات غير المباشرة، “طالبت إسرائيل بأن يتم التغيير لصالح لبنان في عمق المنطقة وليس بالقرب من الساحل، بهدف السماح بمساحة دفاعية أكبر ضد التهديدات المحتملة من البحر بالقرب من الساحل”.

وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل “ترى أنه من الممكن والضروري التوصل إلى اتفاق بشأن الخط البحري بين لبنان وإسرائيل بما يخدم مصالح المواطنين في البلدين وسوف يساهم كثيرا وستكون مفيدة للاستقرار الإقليمي”، وفق مراسل قناة الحرة.

وقدم المكتب “الشكر للوسيط الأميركي على عمله الدؤوب في محاولة التوصل إلى اتفاق”.

وأكدت الحكومة الإسرائيلية أنه “لا علاقة لإنتاج الغاز من كاريش بالمفاوضات، حيث ستبدأ المنشأه بإنتاج الغاز دون أي تأخير محتمل”.

وقالت هآرتس إن إسرائيل تتقبل فكرة أن تحدد بيروت الحدود في منطقة حقل قانا، شمال شرق كاريش، على أساس افتراض أن بدء الحفر سيساعد في تحقيق الاستقرار على المدى الطويل. 

وقال وزير الدفاع، بيني غانتس، إنه بمجرد وجود منصتي حفر تعملان في المنطقة، إحداهما إسرائيلية والأخرى لبنانية، سيكون للبلدين مصلحة في ضمان سلاسة عمليات الحفر دون عوائق.

وكان من المقرر أن تبدأ شركة “إنيرجيان” الحفر هذا الشهر، وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيان الجمعة إنها ستبدأ الأسبوع المقبل اختبارات نظام تسليم الغاز. ومن المفترض أن يبدأ الحفر الفعلي في أكتوبر.

وتتولى الولايات المتحدة، منذ عامين، الوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق يهدف إلى ترسيم الحدود البحرية بينهما وإزالة العوائق أمام استخراج الغاز من كاريش.

وأعلن هوكستين الذي زار بيروت قبل أيام أن “تقدما” أحرز في المفاوضات، وقال إثر لقائه الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الوسيط الأميركي: “لدي أمل كبير بعد ما سمعته اليوم وبعد المحادثات التي أجريناها، لكن الأمر يتطلب مزيدا من العمل”.

وقال مسؤول أمني لبناني كبير إن المحادثات توشك على الانتهاء.

“تقدم جيد”.. مسؤول لبناني: محادثات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل قد تنتهي خلال “أيام”

قال مسؤول أمني لبناني كبير، الثلاثاء، إن محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والتي يمكن أن تساعد في توزيع موارد النفط والغاز توشك على الانتهاء بعد نحو عامين من المفاوضات.

ووجه حزب الله تحذيرات متكررة إلى إسرائيل بشأن أي نشاط في حقل كاريش. وفي بداية يوليو، اعترض الجيش الإسرائيلي مسيرات غير مسلحة أرسلها التنظيم اللبناني باتجاه الحقل.

في 22 أغسطس، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن هجوما لحزب الله على كاريش قد يؤدي إلى حرب جديدة بين بلاده والتنظيم.

Scan the code