التخطي إلى المحتوى

قتل سبعة متظاهرين وأربعة من عناصر الأمن في إيران، منذ بدء التظاهرات قبل ستة أيام، احتجاجا على وفاة شابة أوقفتها “شرطة الأخلاق”، وفق حصيلة رسمية جديدة نُشرت الخميس، ونقلتها فرانس برس. 

وأفادت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن مقتل ثلاثة شرطيين طعنا بالسكين أو رميا بالرصاص في كل من تبريز (شمال غرب) ومشهد (شمال شرق) وقزوين (وسط) بعد أن “تم استدعاؤهم لمواجهة المشاغبين”، كما قتل عنصر من قوات الأمن الثلاثاء خلال تظاهرات في شيراز (وسط). 

وقالت رويترز، الخميس، إن أحد أعضاء منظمة الباسيج، شبه العسكرية الموالية للحكومة، هو الذي قُتل طعنا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد أمس الأربعاء.

وقتل سبعة متظاهرين أحدهم طعنا بالسكين الأربعاء في قزوين، وفق وكالة فارس للأنباء.

وأضرم محتجون في طهران وعدة مدن إيرانية النيران في مركزين ومركبات للشرطة، الخميس، حيث تتواصل لليوم السادس الاضطرابات التي اندلعت إثر وفاة الشابة، مهسا أميني.

وتوفيت مهسا أميني (22 عاما) الأسبوع الماضي بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”. ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقا للوقوف على سبب الوفاة.

وأطلقت وفاة أميني العنان لغضب عارم بين السكان وأدت لاندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عام 2019.

وتركزت معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، لكنها امتدت أيضا إلى العاصمة طهران وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء إيران. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.

وأظهر مقطع فيديو نشره حساب “تصوير 1500″، الذي يركز على احتجاجات إيران ووصل عدد متابعيه إلى نحو مئة ألف، قيام محتجين في شمال شرق البلاد بالهتاف “نموت نموت وتعود إيران” بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.

وقالت رويترز إنها لم تتمكن من التحقق من صحة اللقطات.

واشتعلت النيران في مركز شرطة آخر في العاصمة طهران، التي انتقلت إليها الاضطرابات من إقليم كردستان مسقط رأس أميني.

ويخشى حكام إيران من تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ إيران.

 

وفي ظل غياب المؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات، قامت السلطات بتقييد الوصول إلى الإنترنت، وفقا لهنغاو وسكان ومرصد منظمة نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت.

وقالت منظمة نتبلوكس، الأربعاء، إن السلطات الإيرانية قيدت إمكانية وصول الإيرانيين إلى شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، ومنها فيسبوك، وإنستغرام، وواتساب.

وتجمعت حشود كبيرة في بعض المدن الإيرانية، وظهرت نساء يرفعن مقصات بأيديهن، احتجاجا على ما تفرضه السلطات من ارتداء إجباري للحجاب في الأماكن العامة، وفق تقرير نشرته شبكة “سي أن أن“، الأربعاء.

وأثارت وفاة أميني غضبا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها الحريات والوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.

وتلعب النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن أو حرقها، وتقوم بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.

وغالبا ما تقيد طهران استخدام الإنترنت لتحد من قدرة المتظاهرين على نشر مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي عام 2019 قيدت السلطات الإيرانية إمكانية استخدام الإنترنت لنحو أسبوع تقريبا، في خطوة للتضيق على الاحتجاجات التي قوبلت بحملة قمع دموية.

وقال وزير الاتصالات الإيراني، الأربعاء إنه نقل عنه “بشكل خاطئ”، بعدما نشرت وسائل إعلام تصريحات له تفيد بأن السلطات قد تعطل خدمات الإنترنت لأسباب أمنية.

ولا تزال طهران تفرض ضوابط صارمة على الإنترنت، بحيث تحظر استخدام فيسبوك وتويتر ويوتيوب، وهو ما دفع بعض السكان لتجاوز هذا الحظر من خلال استخدام الشبكات الافتراضية “في بي أن”.

Scan the code