أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الولايات المتحدة عززت الإجراءات الأمنية في آلاف المباني الفدرالية ضد إمكانية انتقام إيراني بشأن مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري.
وقالت الصحيفة إن المخاوف الأميركية القديمة بشأن تهديدات إيران وعملائها على الأراضي الأميركية تصاعدت في الساعات التي أعقبت اغتيال القيادي، قاسم سليماني، بغارة أميركية بالقرب من مطار بغداد مطلع عام 2020.
وأطلق على ذلك الجهد الذي تقوده وزارة الأمن الوطني اسم “عملية الصمود” وفقا لأحد المسؤولين وكان يتمثل في مخاوف من استخدام إيران لوكيلها حزب الله لمهاجمة الولايات المتحدة.
وكان سليماني قائدا لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، وهو وحدة نخبة عسكرية مسؤولة عن حروب الظل الإيرانية والتوسع العسكري في المنطقة.
وتُظهر عملية الصمود، التي لم يتم الإعلان عن وجودها سابقا، أن مخاوف الحكومة الأميركية بشأن الهجمات الإيرانية المحتملة ضد أهداف محلية أوسع نطاقا بكثير من استهداف الأفراد البارزين.
وقال أحد كبار المسؤولين السابقين إنه بالإضافة إلى تأمين المباني الفدرالية، فإن الإجراءات الاحترازية التي تم وضعها في إطار العملية تضمنت أيضا الاستعداد للهجمات الإلكترونية وإصدار أوامر للإدارات الأخرى مثل خفر السواحل ودوريات الحدود لتعزيز الأمن ضد أي تهديد انتقامي.
وصنفت الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى جماعة حزب الله التي تتخذ من لبنان مقرا لها كمنظمة إرهابية. كما أن الحرس الثوري الإيراني مصنف على القائمة ذاتها.
والأربعاء، أكدت وزارة العدل الأميركية مخطط إيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، وأعلنت توجيه الاتهام إلى أحد أفراد الحرس الثوري.
وقالت وزارة العدل في بيان إن شهرام بورصافي (45 عاما) المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار لأشخاص في الولايات المتحدة لقتل بولتون، السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، انتقاما على الارجح لاغتيال الولايات المتحدة القيادي الكبير في الحرس قاسم سليماني في يناير 2020.
ورفضت إيران تلك التهم ووصفتها بالـ “المزاعم السخيفة”.
وظلت العلاقات مع إيران متوترة منذ 2018 عندما انسحبت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع طهران وأعادت فرض عقوبات اقتصادية خانقة تحت إطار حملة “الضغط الأقصى”.
ولا تزال هذه التوترات عالية على الرغم من جهود إدارة بايدن لإقناع طهران بالانضمام إلى الاتفاقية من خلال عرض تخفيف حملة الضغط، وفقا للصحيفة الأميركية.
ويقول المفاوضون الأميركيون إنهم يقتربون من التوصل إلى اتفاق، وقدم مسؤولون أوروبيون تنازلات جديدة في محاولة لتأمين اتفاق قبل أن تحقق طهران تقدما حاسمًا في تطوير برنامجها النووي.
وأوضح مسؤولون أمنيون كبار حاليون وسابقون أن حزب الله استغل الشبكات الإجرامية اللبنانية والسورية في الشتات ليصبح إحدى أكبر منظمات غسل الأموال وتهريب المخدرات وتهريب الأسلحة في نصف الكرة الغربي.
وأشار هؤلاء الأشخاص إلى أن حزب الله يستخدم هذه الشبكات بشكل أساسي لتمويل عملياته ومساعدة إيران على التهرب من العقوبات، حيث يجمع مئات الملايين من الدولارات سنويًا.
وقال كريج فالر، الذي كان قائد القيادة الجنوبية للولايات المتحدة أثناء اغتيال سليماني، للمشرعين، “بعض أنصار حزب الله يخبئون الأسلحة ويجمعون الأموال، غالبًا عن طريق التبرعات الخيرية والتحويلات، وأحيانًا من خلال الوسائل غير المشروعة مثل الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال”.